ورغم أن إجمالي مبيعات الهواتف الذكية العالمية انخفض بنسبة 12 بالمئة في 2022، بسبب وضع الاقتصاد العالمي الصعب، إلا أن مبيعات الهواتف الرائدة، سجلت ارتفاعاً نسبته 1 بالمئة في 2022، مما سمح لهذه الشريحة من الهواتف، بالمساهمة بما نسبته 55 بالمئة من إجمالي الإيرادات، التي حققتها سوق الهواتف في 2022.

وبحسب مؤسسة Counterpoint للأبحاث، فإن المقصود بالهاتف الرائد، هو الهاتف الذي يتخطى سعر مبيعه بالجملة مبلغ 600 دولار أميركي، وقد سيطرت آبل على حصة 75 بالمئة من هذه السوق، مقارنة بحصة 71 بالمئة في 2021، في حين حلّت سامسونغ ثانية بحصة 16 بالمئة، لتتبعها هواوي في المرتبة الرابعة بحصة 3 بالمئة، ثم شاومي في المرتبة الرابعة بحصة 1 بالمئة فقط، لتحل هونور في المرتبة الخامسة بحصة تقارب الـ 1 بالمئة.

 

ويقول الكاتب المختص بشؤون الهواتف والتكنولوجيا ألان القارح، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن إجمالي مبيعات الهواتف الذكية في 2022 بلغ نحو 1.2 مليار هاتف، وهذه المبيعات تشمل مختلف شرائح الهواتف، التي تنقسم إلى 3 فئات هي الهواتف الرخيصة، الهواتف المتوسطة والهواتف الرائدة، ففي حين سجلت مبيعات الهواتف الرخيصة والمتوسطة تراجعاً، تمكنت الهواتف الرائدة من التقدم وتحقيق ما نسبته 55 بالمئة، من مجمل إيرادات مبيعات الهواتف المحققة في 2022، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق.

 

وبحسب القارح فإنه من المعروف على نطاق واسع عالمياً، أن مستخدمي هواتف آيفون هم أكثر قدرة واستعداداً للإنفاق على أجهزتهم، فمعظمهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية ميسورة الحال أو غنية، وهذا ما يفسر ما أشارت اليه Counterpoint في تقريرها، إلى أن المستهلكين الأثرياء، هم أحد أبرز أسباب ارتفاع مبيعات الهواتف الرائدة في 2022، كونهم كانوا أكثر حصانة في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، مشيراً إلى أن الهواتف التي يفوق سعرها الـ 1000 دولار، كانت الأسرع نمواً في المبيعات، ضمن فئة الهواتف الرائدة في 2022 وبنسبة 38 بالمئة.

 

ويشرح القارح أن أكثر 3 هواتف ساعدت آبل على اكتساح المبيعات، في سوق الهواتف الرائدة خلال 2022، هي آيفون 13 وآيفون 13 برو ماكس وآيفون آيفون 14 برو ماكس، حيث احتلت هذه الهواتف وعلى التوالي، المراكز الثلاثة الأولى في قائمة أكثر أنواع الهواتف مبيعاً في عام 2022، مشيراً إلى أن هاتف آيفون 13 لوحده، ساهم بنسبة 28 بالمئة من إجمالي مبيعات آيفون في 2022.

 

ويشرح القارح أنه رغم امتلاك سامسونغ لعدد من الهواتف الرائدة، التي يفوق ثمنها 600 دولار أميركي، إلا أن هذه الفئة من الهواتف ليست الأكثر مبيعاً لدى الشركة، التي تحقق معظم إيراداتها من مبيعات هواتف الفئة المتوسطة والرخيصة، مشيراً إلى أن مبيعات سامسونغ من الهواتف الرائدة، سجلت تراجعاً نسبته 5 بالمئة في 2022

 

وبحسب القارح فإن آبل لا تملك أي هاتف ينتمي للفئة الرخيصة، في حين أن تواجدها خجول ضمن فئة الهواتف المتوسطة، إلا أنها استطاعت الاستفادة، من ضعف منافساتها سامسونغ وهواوي وشاومي وأوبو، في الفئة الرائدة، وأصبحت في نهاية المطاف اللاعب الأول ودون منازع، للهواتف الرائدة الذكية على مستوى العالم.