البحث
متحف لتوثيق الفن الساخر في العراق
  • نشر في 2023/02/25 الساعة 11:42 ص
  • نشر في ثقافة
  • 99 مشاهدة

فن الكاريكاتير في العراق ليس جديدا؛ فقد بدأ مطلع القرن الماضي في الصحف التي سميت “هزلية”، وكان اسم “الكاريكاتير” يطلق على هذا الفن لأنه يوائم الموقف الصحفي والسياسي في تلك الفترة.

ولأنه أصبح أحد أهم رموز وأقسام الصحافة صار له رساموه الذين انتقلوا من الرسم والتشكيل إلى هذا الفن لما فيه من جرأة وقوة وبلاغة وموقف، حتى أضحت الرسوم موزعة على أرصدة الصحف أو يحتفظ بها الرسام أو محبوه، ولم يوجد مكان لتجميعها.

لهذا شرع أحد الفنانين الشباب إلى البحث عن مكان ليكون متحفا لهذا الفن العريق، بعد أن وجد أن التشتّت والضياع قد ينهي تاريخه، مثلما لا يجعل هناك فرصة للأجيال الحديثة لمعرفة الرسومات الأولى من فن الكاريكاتير الذي بدأ بأدوات بسيطة قبل أن يتحول إلى التقنيات الحديثة.

الفنان أحمد المالكي -وهو رسام كاريكاتير وشاعر عراقي- أخذ على عاتقه إنشاء هذا المتحف وأنهى المرحلة الأولى والثانية من جمع الرسوم الكاريكاتيرية الأصلية سواء من أصحابها أو المقتنين لها.

يقول عما سماه الحلم، إن “الفكرة تحتاج إلى مكان وبعد جهد عثرنا على مكان في متحف الإعلام العراقي الذي تعاونت معنا إدارته مثلما تعاون معنا الكثير من الفنانين العراقيين الذين آمنوا بالخطوة الأولى عبر أول قاعة تحمل عنوان متحف الكاريكاتير العراقي”.

ويعود المالكي لتعريف هذا الفن فيقول إنه -“كما وصفه الفنان المصري رخا (أبو الكاريكاتير المصري)- خطوط بسيطة وتعليق ساخر قصير يسفر عن ابتسامة، وهو بلا شك فن الواقع والفن الأقرب إلى هموم ومعاناة الناس”.

ولأن هذا الفن بدأ فكاهيا فإنه جاء “ليبعث على الضحك والابتسامة والسخرية الهادفة التي تسلط الضوء عن السلبيات” وعن ولادة هذا الفن في العراق. ويقول المالكي “ولد مع ظهور الصحافة الساخرة التي نشأت في بدايات عام 1909 وتطورت حتى بداية الحرب العالمية الثانية 1939 حيث شهدت صدور أبرز الصحف الهزلية الساخرة”.

ويكشف المالكي ما يعتقد أنها أوّل صحيفة قبل صحيفة حبزبوز التي تعد في التاريخ العراقي أول صحيفة ساخرة، فيقول إنها “جريدة “مرقعة الهندي”، وهي ساخرة صدرت في البصرة وسبقت جريدة حبزبوز بعقد كامل من الزمن”.

وهاتان الصحيفتان لم تكونا الوحيدتين فقط بل هناك صحف ساخرة حتى في أسمائها منها “جريدة قرند وجريدة كنّاس الشّوارع، ومجلة المتفرج التي استمرت إلى سبعينيات قرن الـ20″، كما أن هناك صحفا أخرى يقول المالكي لم تستمر طويلا منها “مجلة الكاروك ومجلة الفلقة”.