أكد نائب رئيس مجلس وزراء إقليم كردستان قوباد طالباني، اليوم الخميس، أن الكرد ليسوا تهديداً لأي طرف بل يمثلون فرصة للتحول نحو الديمقراطية، مشيراً في الوقت ذاته إلى العمل مع الحكومة الاتحادية من أجل حل جميع المشاكل العالقة.

وقال طالباني في كلمة ألقاها خلال مشاركته في أعمال مؤتمر السليمانية للتحالف الديمقراطي في العالم العربي: إن “العالم العربي كان ينظر في السابق إلى القضية الكردية كتهديد لدول المنطقة، إلا أن الجميع توصل إلى قناعة بأن الكرد ليسوا تهديداً لأي طرف، بل هم فرصة للتحول نحو الديمقراطية والتطور والازدهار”، مبيناً أن “الكرد يعملون في أي مكان من أجل تعزيز الديمقراطية والسلام”.

وأضاف: “في السابق لم تكن هناك أي هوية للكرد في سوريا، لأنهم مرّوا بظروف سيئة، لكن الآن نرى أن الكرد لهم دور كبير في بناء سوريا الجديدة، وهم جزء رئيسي في بناء بلد ديمقراطي جديد، كما أنه بعد عشرات العقود من الحرب نرى أن الكرد يلعبون دوراً رئيسياً في عملية السلام بتركيا”، مشيراً إلى أن “إقليم كردستان يدعم ويساند إنجاح عملية السلام في تركيا”.

وتابع أن “تجربة إقليم كردستان مرّت بتاريخ أسود من خلال عمليات الأنفال وتدمير القرى وقصف العديد من المدن بالأسلحة الكيمياوية، وبعد كل تلك الكوارث، في العام 2003 لعب الكرد دوراً رئيسياً ومهماً في بناء العراق الديمقراطي، وتمكنّا من تثبيت حقوقنا ومشروعية قضيتنا عن طريق القانون والدستور”، موضحاً أن “الحكومة الاتحادية هي حكومتنا جميعاً، ونحن جزء من العراق والدستور هو الذي حدد لنا حدوداً وحقوقاً وواجبات إقليم كردستان، والحقيقة التي نراها اليوم هي نتيجة نضال كبير وعملية سياسية”.

وأوضح طالباني: “ما يزال علينا النضال من أجل ترسيخ حقوقنا، وعلينا الاستمرار في النضال الديمقراطي والمدني، فجميع المشاكل بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية تُحل عبر الحوار والعودة إلى فقرات وروح الدستور”، لافتاً إلى أنه “بعد جهود كبيرة من الاتحاد الوطني وبالأخص رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، اقتربنا كثيراً من حل المشاكل العالقة مع الحكومة الاتحادية”.

وبيّن أن “القضية الكردية ليست مجرد قضية مرتبطة بتوفير الرواتب من قبل الحكومة الاتحادية فقط، بل إنها قضية دستورية وقانونية”، مشيراً إلى أنه “بعد كل هذه السنوات ينتظر المواطنون في إقليم كردستان بفارغ الصبر وصول رواتبهم، ولذلك علينا أن نعمل معاً لحل جميع المشاكل العالقة بشكل نهائي”.