أسدل الستار مساء أمس الاثنين على مهرجان الربيع في مدينة الموصل (400 كيلومتر شمال بغداد) بعد يومين من الفعاليات المختلفة التي تضمنها المهرجان.
وكان المهرجان قد بدأ أول أمس الأحد في مدينة الموصل بعد انقطاع منذ عام 2003 بسبب الغزو الأميركي والأوضاع الأمنية التي شهدتها محافظة نينوى طيلة السنوات اللاحقة.
وشمل المهرجان فعاليات فنية وكرنفالية مختلفة وفي مواقع مختلفة من الموصل.
تاريخ المهرجان
وكان المهرجان قد نُظّم أول مرة في مدينة الموصل عام 1969 في عهد متصرف (محافظ) نينوى الأسبق علاء الدين البكري، وفق ما يؤكده المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل الدكتور إبراهيم العلاف الذي أضاف أن البكري نظم المهرجان أول مرة في المحافظة؛ وذلك محاولة منه لفض الخلافات وبث روح التسامح بين الشيوعيين والقوميين عقب ما شهدته الموصل من مآس إثر ثورة الشواف عام 1959.
وتؤكد دراسات تاريخية أن احتفالات الربيع في المدينة ترجع إلى عهد الآشوريين وكانت تستمر لـ12 يوما.
ويذهب في هذا المنحى رئيس اللجنة الفنية للمهرجان عضيد طارق الذي يضيف أن مهرجان الربيع كان يشار إليه تاريخيا بـ”أكيتو”، مشيرا إلى أن إحياء المهرجان جاء امتدادا لعمق تاريخ محافظة نينوى والحضارات التي نشأت على أرضها.
فعاليات متنوعة
وفي حديث، اعتبر طارق أن تنظيم المهرجان جاء لإعادة إحياء الهوية التراثية للموصل بعد أن نُظم آخر مرة في ربيع عام 2002.
وقال طارق “شهدت الموصل خلال العقدين الماضيين الكثير من المشكلات بسبب الانفلات الأمني وسيطرة تنظيم الدولة على الموصل بين عامي 2014 و2017”.
وأضاف أن تنظيم المهرجان بعد 6 سنوات على استعادة المدينة يعد رسالة مهمة من الموصل للعالم تفيد بعودة المحافظة إلى الحياة مرة أخرى.
وعن حفل الافتتاح الرئيسي الذي كان في الهواء الطلق، تابع طارق أن الحفل شمل 20 موكبا متنقلا ضم مركبات مزينة لدوائر الدولة المختلفة في المحافظة والفرق الشعبية والفلكلورية، إضافة إلى 20 موكبا راجلا لمختلف الأقضية والنواحي التابعة لنينوى، بما عكس العادات والتقاليد والأزياء التاريخية لهذه المناطق.
من جهته وصف رئيس اتحاد الفنانين -فرع نينوى- تحسين حداد عودة مهرجان الربيع بـ”الحدث التاريخي”، لا سيما أنه كان قد استضاف في دوراته السابقة العديد من الفنانين العرب مثل الفنانة وردة الجزائرية وصباح فخري وغيرهما، مشيرا إلى أن المهرجان شهد في الحفل الافتتاحي حضور عشرات الآلاف من نينوى والمحافظات العراقية الأخرى.
أهمية بالغة
ويرى المؤرخ الدكتور إبراهيم العلاف، أن إعادة تنظيم المهرجان من جديد يعكس أمرين، أولهما أن محافظة نينوى باتت تتمتع بالاستقرار والسلام، وثانيهما أن المهرجان يشكل تحفيزا لذاكرة الموصليين باعتباره واحدا من الكرنفالات الشعبية التي اقترنت دوما بالربيع وخصوبة الأرض.
من جانبه، يشير نقيب فناني نينوى تحسين حداد إلى أن المهرجان يعد محطة مهمة لعودة المدينة لألقها السابق قبل عام 2003، فضلا عن إسهامه في جذب السياح من داخل وخارج البلاد بعد انقطاع وعزلة المدينة عن محيطها العراقي والعربي.
الكلمات الدلالية: