البحث
مراحل الصراع مع المحتل.. في الكتابة عن الأسرى الفلسطينيين وقادتهم
  • تاريخ النشر: 04 مايو 2023 | الساعة: 08:01 صباحًا
  • نشر في ثقافة
  • 111 مشاهدة

شكّل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي -ولا يزالون- ثابتا مهما من ثوابت القضية الفلسطينية، ومحور أساس في مراحل الصراع مع المحتل، قبل الاعتقال وخلاله وحتى بعد الإفراج عنهم، ورسَّخت معاناتهم جذور النضال وجذوة المقاومة.

 

ولعل ذلك كله جعل الباحث الفلسطيني عقل صلاح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العربية الأميركية يفرد لقضية الأسرى مساحة مهمة وكبيرة في أعماله البحثية، التي كان آخرها كتاب “المغيبون خلف الشمس” الصادر حديثا بعد سنوات من الكد والتعب لإخراجه للعلن.

 

وبدا صلاح مختلفا عن غيره من الباحثين والكتاب في تناول قضية الأسرى، فلم يسلط الضوء على معاناتهم بحذافيرها أو قصص إرادة وتحدٍ تعكس صمودهم، بل أجمل حكايتهم عبر قادتهم، فاختار 10 منهم ممن قضوا ويقضون أحكاما عالية ومضى على اعتقالهم سنوات طويلة، وممن جعله الاحتلال هدفا لاعتقالاته على الدوام.

 

قادة الفكر والأسر

 

ويدخل صلاح -وهو أسير سابق وأمضى في سجون الاحتلال سنوات عديدة- في كتابه بعرض سير أولئك الأسرى العشرة -وهم أحمد سعدات ومروان البرغوثي وكريم يونس ونائل البرغوثي وجمال أبو الهيجا وكميل أبو حنيش وخالدة جرار ووليد دقه وحسن سلامة وزيد بسيسي- الذين تتنوع مشاربهم الفكرية والحزبية ومواقعهم الجغرافية في فلسطين التاريخية.

 

ويسلط الضوء على تاريخهم الكفاحي في مقارعة المحتلين قبل أسرهم وبعده، ويسرد من خلالهم رواية الحركة الوطنية الأسيرة عبر مليون فلسطيني زجت بهم إسرائيل في سجونها منذ احتلالها الضفة الغربية عام 1967، وهي رواية الشعب الفلسطيني المناضل برمته.

 

وهو هنا يعد الكتاب تحية وفاء للأسرى ومنبرًا للدفاع عن حقهم المشروع في المقاومة بتصديه للرواية الإسرائيلية التي تسعى لتجريم نضال المعتقلين ونزع مشروعية نضالهم بوصفهم مقاتلين شرعيين عن طريق تجريدهم من مكانتهم القانونية وكرامتهم الإنسانية.

 

ولصلاح الذي قضى 6 سنوات في الاعتقال الإداري بسجون الاحتلال الإسرائيلي 3 كتب أخرى وعشرات الدراسات البحثية المحكّمة عن الشأن العربي والفلسطيني والإسرائيلي، و17 منها حول الأسرى فقط.

 

 

غايات الكتاب

 

ويقول صلاح إنه تطلع في كتابه لتحقيق 3 غايات، أولها استعراض الحركة الأسيرة عبر 10 من قادتها البارزين والمؤثرين، وتوفير مادة معرفية وتاريخية كافية وبمنهج موضوعي، وثانيا إنارة الهوية النضالية الثقافية التحررية التي صاغتها أجيال متعاقبة من المعتقلين.

 

وثالثا، يوجه صلاح نقدا سياسيا ذاتيا بسبب التقصير في الدفاع عن الأسرى والدعوة إلى تفعيل قضيتهم على كل المستويات القانونية والحقوقية محليا ودوليا أملا في تحررهم.

 

من جهته، يرى وزير شؤون الأسرى والمحررين السابق عيسى قراقع أن هذا الكتاب لا يتميز فقط بتسليطه الضوء على أسرى وأدباء مثقفين وقادة لهم حضورهم في المشهد السياسي والوطني والثقافي داخل السجون وخارجها، بل بما سيبرزه من مواقف وزوايا لم تتطرق لها الكتابات والمؤلفات الأخرى، لا سيما أن الأسرى المختارين ثلة منتقاة تشكل لوحة فسيفسائية للأسرى ككل، ولهم دورهم في التأثير على الأصعدة المختلفة وطنيا وسياسيا.

 

ويقول قراقع -الذي قدَّم لكتاب “المغيبون خلف الشمس”- إن الكتاب محاولة لإعادة لفت الأنظار الرسمية والشعبية لمعاناة الأسرى داخل السجون، وإعادة التأكيد على أنهم ليسوا مجرد قضية إنسانية، بل من أهم القضايا السياسية والوطنية التي ينبغي وضعها على رأس الأجندة السياسية والإعلامية والجماهيرية والكفاحية.

مشاركة