البحث
مشاركون بقمة وايز: “مخرجات مجهولة” للتعليم المدمج بتقنية الذكاء الاصطناعي
  • تاريخ النشر: 29 نوفمبر 2023 | الساعة: 12:43 مساءً
  • نشر في تكنولوجيا
  • 81 مشاهدة

حذر مشاركون بمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم “وايز” المبادرة العالمية التابعة لمؤسسة قطر، من مستقبل مجهول لمخرجات تعليم يعتمد بشكل رئيسي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك فى ظل عالم يعيش مرحلة حرجة تُغير فيها الآلات حياة الإنسان، حيث ذهب الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة متطورة يتم فيها أنسنة الآلة وجعل الروبوتات تفكر وتشعر مثل البشر.

 

وأكد عدد من المشاركين أن الذكاء الاصطناعي أظهر أن الآلة يمكن أن تُخرج لنا إنتاجا مبدعا كنا نعتقد أنه حكرا على الإنسان، ولكن فى الوقت نفسه فإن تأثير هذه التقنية على التعليم يعتبر أمرا غاية فى الخطورة إذا لم تكن هناك معايير واضحة لضبط هذه التقنيات وأخلاقها بما لا يؤثر على مخرجات التعليم.

 

صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تشهد افتتاح النسخة الـ11 من قمة وايز المصدر وكالة الأنباء القطرية

وأكدوا فى الوقت نفسه أن التقنيات الحديثة قادرة على سد الفجوات التى تعتري العملية التعليمية والمساهمة فى تطويرها بشكل إيجابي وبصورة توفر مجهود المعلم والطالب، ولكن الأمر لا يزال فى طور التجارب، والنتائج ما زالت غير حتمية، مما يتطلب ضرورة الحذر فى تطبيق التقنيات الحديثة.

 

وكانت رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا بنت ناصر، شهدت افتتاح فعاليات النسخة الـ11 للقمة العالمية للابتكار في التعليم “وايز”، الذي يعقد على مدار يومي 28 و29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تحت عنوان “آفاق الإبداع.. تعزيز الإمكانات البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي”. ودعت الشيخة موزا إلى جعل وايز منصة للأفكار المتجددة التي تواكب المتغيرات في العالم وما يواجهه التعليم من عوائق في بلدان معينة، وأوضحت أنه لا خيار سوى ابتكار الحلول للمشاكل المستعصية وهذا هو الدور الذي ينهض به وايز.

مؤتمر وايز الحادي عشر من حساب الموتمر

ويتضمن المؤتمر أكثر من 20 جلسة رئيسية وأكثر من 150 متحدثا من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين، كما يشتمل على 6 مسارات تناقش قضايا بناء الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، والتوسع في تحقيق العدالة والوصول والسيادة الرقمية، وإعادة النظر في التعليم العالي والوظائف في عالم يقوده الذكاء الاصطناعي، والفصول الدراسية المستقبلية، وتحولات الأنظمة، إضافة إلى أستوديو الشباب، واكتشاف المجلس الذي يضم “مختبرات التعلم ومنطقة عرض البحوث”.

 

تأثيرات إيجابية وسلبية

قال المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة أحمد المقرمد: إن تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية لها تتنوع ما بين إيجابية وسلبية، منها تكوين المحتوى وإجراء التقييمات لطرق التعليم المتبعة ودوره فى مساعدة المعلمين لإجراء هذه الأمور، ومن ثم تراجع العامل الذهني أو التفكير الذهني البشري.

 

ومن هذا المنطلق يري المقرمد أن مخرجات التعليم فى ظل عملية تعليمية مدمجة بتقنيات الذكاء الاصطناعي مازالت مجهولة ولا يمكن التنبؤ بها خاصة فى ظل تطور التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة التى تظهر يوما تلو آخر، فنحن ما زلنا فى مرحلة تجارب تفرض الحذر وعدم القفز على تطبيق التكنولوجيا الجديدة بشكل متسارع.

 

وأوضح أنه فى مجالات الحاسوب والذكاء الاصطناعي نرى أن الجميع يركض لمواكبة التطور العالمي فى هذا المجال وعدم التخلف عن ركب التقدم والنهضة، وهو ما ينسحب أيضا على تطبيق الذكاء الاصطناعي فى مجال التعليم بحيث لا نذهب لمخرجات غير موجوة أو تغاير المعطيات التوقعات المأمولة.

 

مواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي

 

من جهته ربط مهدي بن شعبان مدير أكاديمية قطر الدوحة -وهي إحدى مدارس التعليم قبل الجامعى بمؤسسة قطر- تفاؤله بمستقبل التعليم المعتمد على الذكاء الاصطناعي بكون المنظومة التعليمية قادرة على مواكبة التغيرات فى هذه التقنية بطريقة ذكية، بحيث يكون المعلم هو الذي يشترط أن تتواكب التكنولوجيا مع متطلباته حتى تكون مخرجات التعليم بالصورة المأمولة.

 

وأضاف أن أكاديمية قطر الدوحة على سبيل المثال تقوم حاليا ببناء رؤية فى تحويل الفصل الدراسي من فصل ديناميكي عبارة عن معلم يقوم بتلقين الطلاب، إلى شراكة بين الطالب والمعلم فى استخدام التقنيات الحديثة ومعرفة قدراتها على تكوين مادة علمية والتعامل معها لحل مشاكل واقعية فى المجال التعليمي.

 

ولفت إلى أن مخرجات التعليم المرتبط بالذكاء الاصطناعي مجهولة، كما أن مسألة توقعها حتى باستخدام هذه التقنية لا يمكن أن يعبر عن الواقع الحقيقي ولكن ما يمكن أن نؤكده هو أن هذه التقنية الموجودة حاليا فى متناول المعلم لديها القدرة على أن تحول عمل المعلم من الوضع الحالى إلى نموذج ثاني يقلص من دوره كتحضير وترتيب الدروس وغيرها بمعدل 30%.

 

وأشار إلى أهمية فتح المجالات لإعطاء فرصة للمعلمين لتجريب هذه التكنولوجيا، ومحاولة تغيير طريقة التعليم وتوفير الفرصة لمعرفة مخرجات التعليم، لافتا إلى وجود تحد كبير فى هذا الأمر يتجسد فى تعدد شركات التكنولوجيا التى تتنافس بشكل قوي فى هذا المجال لكسب الأسواق، مما يعتبر تضييعا للوقت، ولن يكون هناك مجال للاختيار بين 20 و100 منتج جميعها تقدم الشيء نفسه، وهو ما لا يمثل المستقبل بأى صورة كانت.

ولفت إلى أن المستقبل يكمن فى توفير تجربة مشخصنة للطالب، فالمعلم فى صف دراسي يضم 25 طالبا على سبيل المثال، يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي وضع 25 اختبارا مختلفا كل منها يتوافق مع قدرات كل طالب.

مشاركة