في أعقاب تصريحات رئيس حزب تقدم، محمد الحلبوسي، التي أثارت الجدل، شهدت الساحة السياسية العراقية موجة من الردود المتباينة، خصوصاً من قيادات إقليم كردستان. التصريحات التي تناولت مسألة تسليح قوات البيشمركة والإقليم، كانت محور نقاشات حادة تجاوزت الأطراف الكردية لتشمل مختلف التوجهات السياسية.

-ردود الفعل من إقليم كردستان

المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، بيشوا هوراماني، كتب تعليقاً لاذعاً على تصريحات الحلبوسي، حيث قال: “الوفاء غال جداً، فلا تتوقعه من شخص رخيص”، في إشارة إلى أن الحلبوسي لا يستحق الثقة. هذه التعليقات عكست شعورًا بالاستياء من تصريحاته.

فيان صبري، رئيسة كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب، قالت إن تصريحات الحلبوسي تعكس قلة خبرته السياسية، مشيرة إلى أنه يستخدم قضية كردستان لتحقيق مكاسب سياسية داخلية. علي حسين، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، أكد هذه الفكرة، مشيراً إلى أن الحلبوسي يحاول استغلال الملف الكردي كورقة ضغط سياسية.

عضو آخر في الحزب الديمقراطي الكردستاني، صبحي المندلاوي، اعتبر أن تصريحات الحلبوسي تهدف إلى إرضاء أطراف داخلية وخارجية على حساب المصالح الوطنية العراقية.

-تحليل المواقف السياسية

شريف سليمان، في رده على الحلبوسي، وصف بعض تصريحاته بأنها لا تستحق الرد، معتبرًا أنها تعكس العجز السياسي الذي يواجهه الحلبوسي.

نائب رئيس مجلس النواب، شاخوان عبد الله، أشار إلى أن ملفات الفساد والتزوير المتعلقة بالحلبوسي ما زالت مفتوحة، مؤكدًا أن معاداته للبيشمركة قد تعرقل طموحاته السياسية، بما في ذلك العودة إلى منصب رئيس البرلمان.

من جهته، رأى المحلل السياسي أرام رسول أن تصريحات الحلبوسي تأتي في إطار محاولته التقرب إلى قادة سياسيين عراقيين كانوا وراء إبعاده من منصبه، معتبراً أن طرح قضية البيشمركة والتسليح هو وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.