البحث
نصف الأنهار الجليدية قد تختفي بحلول عام 2100.. تأثيرات كارثية لتغير المناخ
  • تاريخ النشر: 28 نوفمبر 2024 | الساعة: 11:49 صباحًا
  • نشر في العالم, منوعات
  • 3 مشاهدة

حذرت دراسة حديثة من أن أكثر من نصف الأنهار الجليدية في العالم مهددة بالاختفاء بحلول نهاية هذا القرن نتيجة لتأثيرات تغير المناخ، وأظهرت الدراسة التي أجراها علماء من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ وجامعة بروكسل الحرة في بلجيكا، أن ذوبان الأنهار الجليدية سيشكل تهديدًا كبيرًا للبيئة وللعديد من المجتمعات البشرية.

 

وللتنبؤ بمستقبل الأنهار الجليدية، استخدم الباحثون نماذج حاسوبية لدراسة تأثيرات تغير المناخ على أكثر من 200 ألف نهر جليدي حول العالم، في حال تم تخفيض الانبعاثات بشكل كبير، من المتوقع أن تفقد الأنهار الجليدية حوالي 25% إلى 29% من كتلتها بحلول عام 2100، ومع استمرار الانبعاثات العالية، قد تتراوح نسبة الفقدان بين 46% و54%.

 

وتتوقع الدراسة أن تكون الأنهار الجليدية في جبال الألب الأوروبية من الأكثر تأثرا، حيث قد تفقد أكثر من 75% من كتلتها بحلول نهاية القرن، في المقابل ستتمكن المناطق القطبية مثل أيسلندا والقطب الشمالي الكندي من الحفاظ على جزء أكبر من جليدها، رغم أنها ستواجه أيضًا خسائر كبيرة.

 

وتسبب هذه التغيرات السريعة في العديد من الآثار السلبية على البيئة، من بينها تغييرات جذرية في المشهد الطبيعي، مما قد يعيد رسم الحدود الجغرافية بين الدول كما حدث مؤخرًا بين إيطاليا وسويسرا بسبب ذوبان الأنهار الجليدية.

 

وأكد البروفيسور هاري زيكولاري، عالم الجليد بجامعة بروكسل الحرة، أن الأنهار الجليدية تلعب دورًا حيويًا في إمدادات المياه والطاقة في العديد من المناطق، إضافة إلى تأثيرها على المخاطر الطبيعية والسياحة. كما أشار إلى أن ذوبان الأنهار الجليدية يساهم في ارتفاع مستويات سطح البحر، ما يزيد من خطر الفيضانات في المدن الساحلية.

 

إضافة إلى ذلك، فإن فقدان الأنهار الجليدية سيؤدي إلى تدهور قدرة الأرض على عكس أشعة الشمس. فبينما يعكس الجليد الأبيض أشعة الشمس، فإن النباتات والصخور المكشوفة تمتص المزيد من الطاقة الشمسية، مما يعزز ظاهرة الاحترار العالمي ويزيد من تسارع تغير المناخ.

 

منذ بداية الثورة الصناعية، ساهمت الانبعاثات الناتجة عن النشاط البشري في ارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى ذوبان الأنهار الجليدية بشكل أسرع من المتوقع. وقد أشار الباحثون في ورقتهم البحثية المنشورة في مجلة The Cryosphere إلى أنه رغم وجود “عدم يقين” في التنبؤات المستقبلية، إلا أن نتائجهم تتوافق مع دراسات سابقة وتحذر من خطر تغيرات كبيرة في الأنهار الجليدية.

 

وأوضح العلماء أن دراستهم تركزت على الأنهار الجليدية فقط، وليس على الصفائح الجليدية التي تعد أكبر وأوسع وتشكل تهديدًا طويل المدى للبيئة.

مشاركة