البحث
العراق في قلب القرار العربي.. بغداد تحتضن الاجتماعات التحضيرية للقمتين العربية والتنموية
العراق في قلب القرار العربي: بغداد تحتضن الاجتماعات التحضيرية للقمتين العربية والتنموية

انطلقت في العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم الاثنين، أعمال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، في خطوة تعكس استعادة العراق لدوره المحوري في المشهد العربي، بعد سنوات من التحديات الداخلية والخارجية.

 

وتأتي استضافة بغداد لهذا الحدث البارز تأكيداً على المكانة التي بدأ العراق يستعيدها تدريجياً في محيطه العربي، ليس فقط كبلد مؤسس لجامعة الدول العربية، بل كمركز للحوار والتكامل والتنمية في المنطقة، وقد تسلم العراق رسمياً رئاسة القمة من الجمهورية اللبنانية، إيذاناً ببدء دورة جديدة من العمل العربي المشترك تنطلق من أرض الرافدين.

 

الاجتماع الذي شهد حضوراً عربياً واسعاً، يسبق انعقاد القمتين السياسيتين والتنموية المقررتين في 18 أيار الجاري، في سابقة هي الأولى من نوعها التي تستضيف فيها بغداد مسارين متوازيين يعالجان القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في آنٍ واحد.

 

العراق الذي نفض عن نفسه غبار الحروب والصراعات، يقدم اليوم نفسه كدولة جامعة تضع الإنسان العربي في صدارة الأولويات، وترفع شعار التنمية والازدهار بديلاً عن الانقسامات والتجاذبات، وفي كلمته الافتتاحية شدد الوفد العراقي على أن استضافة بغداد لهذه القمم لا تمثل فقط رمزية سياسية بل أيضاً التزاماً فعلياً بدعم التكامل العربي وتعزيز مقومات الصمود الاقتصادي والاجتماعي.

 

إن اختيار بغداد لاستضافة هذا الحدث لم يكن صدفة بل هو اعتراف بقدرة العراق على لعب دور توافقي وجامع، في وقت تحتاج فيه الأمة العربية إلى وحدة الكلمة والقرار، فبعد أن كانت بغداد تعاني من وطأة الانقسام ها هي اليوم تعود منصةً للوفاق ومحوراً ترتكز إليه المبادرات التنموية والاستراتيجية العربية.

 

وتعد القمة التنموية القادمة فرصة تاريخية لإعادة ترتيب أولويات العمل العربي وتركيز الجهود على الإنسان، وحقوقه الأساسية في الصحة، والتعليم، والعمل، والحياة الكريمة.

 

ومن هنا فإن رئاسة العراق لهذه الدورة تحمل أبعاداً أكبر من الشكل والبروتوكول، إنها إعلان عن انطلاق مرحلة جديدة، يكون فيها العراق لاعباً أساسياً في صياغة حاضر ومستقبل المنطقة، حيث لم تعد بغداد مجرد عاصمة دولة بل منصة إقليمية للحوار والتكامل والتقدم وكل من يراقب هذا المشهد يدرك أن العراق قد عاد وبقوة.