أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن العراق يحرز تقدماً ملحوظاً على الصعيد السياسي، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لإنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة في البلاد (يونامي) مع نهاية العام الجاري، في خطوة تعكس نضوج العملية السياسية العراقية وتطوّر مؤسسات الدولة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده غوتيريش على هامش القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في العاصمة بغداد، والتي تُعد مؤشراً إضافياً على استعادة العراق لدوره الإقليمي المحوري وقدرته على استضافة المحافل الكبرى في ظل ظروف إقليمية حساسة.
وقال غوتيريش: “يسعدني أن أكون في بغداد مجددًا للمشاركة في قمة جامعة الدول العربية، في لحظة حاسمة تمر بها منطقة الشرق الأوسط”، مؤكداً أن ما تشهده المنطقة من تحولات كبرى ليس نتيجة قوى طبيعية، بل نتيجة قرارات سياسية، وأن الحلول متاحة وتبدأ من صانعي القرار.
وأضاف أن الحلول يجب أن تركز على استثمار الإمكانات الهائلة التي تمتلكها المنطقة، مشيراً إلى تطلّع شعوب العالم العربي لمستقبل أفضل يقوم على العدالة والكرامة والحقوق.
وفي ما يتعلق بالقضايا الإقليمية، شدد غوتيريش على ضرورة احترام وقف إطلاق النار في لبنان، وصون وحدة أراضيه، والالتزام بالقرارات الدولية، بينما أشار إلى أن الشعب السوري يتطلع إلى عملية انتقال سياسي شاملة تعيد بناء اللحمة الوطنية، وتدفع نحو اندماج سوريا في المجتمع والاقتصاد الدوليين، مع الدعوة إلى رفع العقوبات المفروضة عليها.
وفي الشأن الفلسطيني، وصف غوتيريش الوضع في غزة بأنه “فاق كل وصف”، مشيراً إلى وجود حصار وتجويع وانتهاكات صارخة للقانون الدولي، مؤكداً أن العقاب الجماعي المفروض على الشعب الفلسطيني لا يمكن تبريره، وأن هناك حاجة ماسة إلى وقف دائم لإطلاق النار وضمان حرية تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كما تطرق إلى الوضع في السودان، مؤكداً أنه عقد اجتماعاً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية وممثلي الاتحاد الأفريقي لمواصلة تنسيق المبادرات السياسية الهادفة لتحقيق السلام هناك، مشيراً إلى أن ممثلين غير رسميين للأمم المتحدة يعملون في أديس أبابا لتيسير التنسيق بين الآليات الثلاث المعنية بالشأن السوداني.
وفي ما يخص الملف العراقي، قال غوتيريش: “أنا سعيد بالتقدم الذي أحرزه العراق”، مؤكداً أن بعثة يونامي ستختتم أعمالها رسمياً نهاية العام الحالي، ما يعكس نضوج العملية السياسية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن وكالات الأمم المتحدة ستواصل العمل في العراق لدعم جهود التنمية، وتنظيم الانتخابات، وتقديم الدعم الفني للمؤسسات الحكومية.
ويأتي هذا التصريح في توقيت مهم، يعكس ثقة الأمم المتحدة في مسار الدولة العراقية، ويُضاف إلى سجل العراق الذي بات يستعيد مكانته كلاعب فاعل ومؤثر في محيطه العربي والإقليمي، بعد سنوات من التحديات والتقلبات الأمنية والسياسية.
المصدر: Iraq Zone | عراق زون