كشفت دراسة موسّعة شملت أكثر من 10 آلاف مراهق أمريكي عن وجود ارتباط مقلق بين امتلاك الهواتف الذكية في سن مبكرة وارتفاع مخاطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة. وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين يحصلون على هواتف ذكية قبل بلوغ الثانية عشرة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والسمنة واضطرابات النوم مقارنة بأقرانهم الذين لا يمتلكون هذه الأجهزة.

وتعزّز هذه النتائج، التي نُشرت في مجلة علمية متخصصة، التحذيرات المتزايدة بشأن تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية والجسدية للأجيال الناشئة.

وبحسب الدراسة التي أشرف عليها باحثون من مستشفى فيلادلفيا للأطفال ومن جامعات كاليفورنيا وكولومبيا، فإن هذه المشكلات الصحية تُعد بدورها عوامل خطر تؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة تهدد الحياة، مثل أمراض القلب والسرطان والسكري.

وأوضح الدكتور ران بارزيلاي، الطبيب النفسي للأطفال والمشرف الرئيسي على الدراسة، أن النتائج تشير إلى ضرورة التعامل مع الهواتف الذكية كعامل مؤثر على صحة المراهقين، والحذر قبل اتخاذ قرار منح الطفل هاتفاً ذكياً مع دراسة التداعيات المحتملة على نموه وصحته.

كما بيّنت الدراسة، التي استندت إلى بيانات من بحث “تطور الدماغ المعرفي للمراهقين” — وهو الأكبر من نوعه في الولايات المتحدة — أن المراهقين الذين حصلوا على هواتفهم بين سن 12 و13 عاماً سجلوا معدلات أعلى من المشكلات النفسية وقلة النوم عند بلوغهم سن الثالثة عشرة.

وأضاف بارزيلاي أن الهدف ليس الادعاء بأن الهواتف الذكية تضر بجميع المراهقين، بل الدعوة للتفكير ملياً في التوازن بين فوائد هذه الأجهزة ومخاطرها الصحية قبل اتخاذ القرار.

وأوصى الباحثون العائلات باتباع إجراءات وقائية، من بينها وضع شروط واضحة لاستخدام الهاتف، وتحديد قواعد للاستخدام أثناء الوجبات والواجبات المدرسية وقبل النوم، إلى جانب ضبط إعدادات الخصوصية والمحتوى.

كما شدد بارزيلاي على أهمية تخصيص أوقات خالية من الأجهزة الذكية لممارسة النشاط البدني، الذي يسهم في الوقاية من السمنة وتعزيز الصحة النفسية.

ويخطط الفريق البحثي لمواصلة الدراسة عبر تحليل أنواع التطبيقات وأنماط الاستخدام الأكثر تأثيراً على الصحة، مع التركيز على الفئة العمرية دون العاشرة التي تزداد فيها معدلات امتلاك الهواتف الذكية بشكل متسارع.