في ظل تصاعد الطلب على استهلاك الكهرباء مع الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة في العراق، أعلنت وزارة الكهرباء، عن عطل تام للمنظومة الوطنية بفعل حريق في محطة البكر بمحافظة البصرة، وعمل تخريبي استهدف الخط الناقل صلاح الدين الحرارية – حديثة وأخرجه عن الخدمة.
وأوعز وزير الكهرباء العراقي زياد فاضل، بتشكيل لجنة تحقيقية عاجلة تتولى التحقيق، وبيان أسباب الحريق الذي حصل بمحطة البكر التحويلية الثانوية، والذي أدى لانفصال ارتباطات الخطوط الناقلة للمنطقة الجنوبية عن الوسطى، وتسببت بالتعطل التام للمنظومة، وفق بيان لوزارة الكهرباء.
وأشار البيان إلى تشكيل لجنة تحقيقية أخرى تتولى التحقيق بالأعمال التخريبية التي طالت أبراج وخطوط نقل الطاقة في صلاح الدين.
ويتخوف مراقبون من عودة سيناريو استهداف أبراج وشبكات الطاقة الكهربائية، كما جرى خلال العامين الماضيين، سواء من قبل تنظيم داعش الإرهابي أو من قبل جماعات مخربة ومجهولة، بهدف تأجيج الشارع العراقي وإحداث بلبلة وتوتير الأوضاع بفعل الطلب الملح على الكهرباء في الصيف.
الكهرباء في العراق.. أزمة قديمة جديدة
يقول الخبير في الشأن العراقي علي البيدر:
لا شك أن الأزمات التي يعيشها قطاع الكهرباء في العراق معقدة ومركبة، وهي ليست وليدة اللحظة بل إن تراكماتها الطويلة تشكل ضغطا على جهود حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتحسين الواقع الكهربائي، الذي يعاني من العجز والتخلف عن تلبية احتياجات المواطنين ومختلف المرافق التنموية والخدمية.
مع الأسف فتحريك ملف الكهرباء غالبا ما يأخذ أبعادا سياسية كذلك، ويغدو مادة للصراعات والمناكفات وتصفية الحسابات، حتى أن بعض الأعمال التخريبية ضد المنشآت والشبكات الناقلة للكهرباء تكون مقصودة، والهدف منها إحراج الحكومة وتعريضها للنقمة الشعبية.
الصيف عادة هو فصل الاحتجاجات والسخط المجتمعي من تردي واقع الخدمات ولا سيما الكهرباء، رغم أن الحكومة الحالية ليست مسؤولة لوحدها عن ذلك.
ملف الكهرباء شائك ونتاج تراكمات وتركة ثقيلة تتحملها مختلف الحكومات السابقة.
نجح العراق هذا العام في رفع طاقته الإنتاجية من الكهرباء بصورة واضحة، وهو ما سيزداد مع بدء التطبيق العملي لمشروعات الربط الكهربائي مع الدول العربية في الخليج ومصر والأردن، والسعي نحو تطوير خيارات الطاقة النظيفة لإنتاج الكهرباء.
الكلمات الدلالية: