شخصيات ترتدي أزياء شخصيات كرتونية يهتفون معا لفلسطين عند وصولهم إلى المسرح، حيث يقف قادة المجموعة معا لتوجيه المشاركين بشأن موعد ومكان المسيرة التالية.
هذا المشهد يمكن العثور عليه داخل “روبلوكس” لعبة الأطفال التي اكتسبت شهرتها أثناء عمليات الإغلاق خلال جائحة كورونا، إذ كان أكثر من نصف المراهقين في الولايات المتحدة يلعبونها.
وتتيح اللعبة للمستخدمين بناء عوالمهم وتجاربهم الاجتماعية ومشاركتها مع أصدقائهم أو المستخدمين الآخرين، وظلت هذه اللعبة تحظى بشعبية كبيرة مع أكثر من 65 مليون مستخدم نشط يوميا، كما أصبحت في أوقات الأزمات بمثابة منفذ للشباب للمشاركة بأمان في النشاط السياسي والتعرف على الأحداث العالمية.
من أجل فلسطين
قالت مستخدمة للعبة روبلوكس من ماليزيا لموقع “تك كرانش” (TechCrunch)- إنها تأثرت كثيرا عندما علمت أن ابنة عمها الصغرى دخلت اللعبة لتشارك في الاحتجاجات الداعمة لفلسطين.
وأضافت في منشور على موقع “إكس” “ابنة عمي تبلغ من العمر 15 عاما، ولم تتمكن من الانضمام إلى الاحتجاج، لذلك ذهبت للتو إلى أحد الاحتجاجات على لعبة روبلوكس، أنا أبكي”.
وانتشر المنشور على نطاق واسع، وحصد أكثر من 6 ملايين مشاهدة، وأسهم في زيادة عدد الزيارات للعبة “روبلوكس” في ماليزيا الآن إلى أكثر من 332 ألف زيارة.
وقالت “أتذكر أن الناس كانوا ينظمون فعاليات تضامنية من خلال عدة ألعاب في السابق مثل لعبة “ميني كرافت”، وسمعت عن أشخاص نظموا مظاهرات من خلال لعبة “أنيمال كروسينغ”. هذا الأمر ليس مفاجئا بقدر ما هو مفرح، لقدرة الأطفال استخدام أي وسيلة متاحة لهم لإظهار التضامن مع أي حركة تطلب العدالة”.
ولا تبدو المحادثات على لعبة “روبلكس” عدائية، لذلك فمن غير المحتمل أن تغلق عن طريق أدوات الإشراف الموجودة في المنصة.
وتخضع المحادثات في الألعاب في كثير من الأحيان لمراقبة أدوات الإشراف، ولذلك يستخدم الأطفال في محادثاتهم كلمات مشفرة باستخدام علامات التجزئة، فحتى لو كانت بعض الكلمات والرسائل المنشورة ليست ضارة، لكن بعضها ممنوع بشكل تلقائي بموجب الخوارزميات التي تعمل على تنقية هذه المحادثات من كلمات معينة.
فعلى سبيل المثال، الكلمات والعبارات مثل “اليهود”، و”حماس”، و”فلسطين الحرة” تخضع دائما للرقابة، بغض النظر عن السياق الذي تظهر فيه. ومع ذلك، من السهل على المستخدمين الالتفاف على هذه الحواجز باستخدام أحرف بديلة.
وقال متحدث باسم “روبلوكس” في بيان عبر البريد الإلكتروني لموقع “تيك كرانش”، “بينما تسمح معايير مجتمعنا بالتعبير عن التضامن، فإننا لا نسمح بالمحتوى الذي يؤيد العنف، أو يتغاضى عنه، أو يشجع الإرهاب أو الكراهية ضد الأفراد أو الجماعات، أو يدعو إلى دعم حزب سياسي معين. “لدينا فريق من الخبراء يضم آلاف المشرفين إلى جانب أدوات الكشف الآلي المعمول بها لمراقبة منصتنا وسنتخذ إجراءات سريعة ضد أي محتوى أو أفراد يتبين أنهم ينتهكون معاييرنا”.
الكلمات الدلالية: