البحث
كل الطرق تؤدي إلى روما.. ما هي أصل العبارة ودلالاتها التاريخية
  • تاريخ النشر: 14 نوفمبر 2024 | الساعة: 02:51 مساءً
  • نشر في العالم, منوعات
  • 2 مشاهدة

عبارة “كل الطرق تؤدي إلى روما” تثير في الذهن صورة شبكة ضخمة من الطرق التي تمتد عبر الإمبراطورية الرومانية، ويُعتقد أنها أسلاف الطرق السريعة الحديثة. ومع ذلك، يشير تقرير نشرته مجلة “لوبوان” إلى أن هذه العبارة تحمل دلالات أعمق من مجرد الطرق المادية، فهي قد تكون تعبيرًا عن مسار روحي أيضًا.

 

في تقرير كتبه جوزيف لو كور، أشار إلى أن التصور الشائع حول الطرق الرومانية تم تضخيمه عبر الزمن من خلال الكتب الشعبية، حيث يتم تصوير الطرق المعبدة بدقة على طبقات متعددة من الحصى والرمل. إلا أن المؤرخ برتراند لانسون، المتخصص في التاريخ الروماني، يوضح أن “الطرق الرومانية الشهيرة كانت مصنوعة أساسًا من الطين الصخري” وكانت قليلة في العدد، وغالبًا ما كانت تقتصر على ضواحي المدن الكبرى وفي بعض مناطقها الداخلية.

 

الطرق الرومانية: ليس فقط شبكة مادية

 

على الرغم من أن الطرق الرومانية كانت تمثل جزءًا أساسيًا من الإدارة الإقليمية في الإمبراطورية، حيث كانت تسهل حركة القوات وتواصل مراكز صنع القرار، فإن فكرة “كل الطرق تؤدي إلى روما” قد تحمل أيضًا دلالة رمزية. في هذا السياق، يشير التقرير إلى أن العبارة قد تكون مرتبطة بمركزية الإمبراطورية الرومانية أو الكنيسة المسيحية، رغم أن الإمبراطورية الرومانية لم تكن دولة مركزية كما نتصورها اليوم، إذ يقول لانسون إن “من الصعب القول إن الإمبراطورية الرومانية كانت دولة مركزية بالمفهوم الحديث، حيث كانت العادات المحلية تُتبع بشكل واسع وكانت تتعايش مع المؤسسات الرومانية”.

 

مع ذلك، كانت الطرق الرومانية عاملاً حاسمًا في بقاء الإمبراطورية الرومانية، حيث ساهمت في تسريع التواصل بين مختلف أرجاء الإمبراطورية، بعد معركة أليسيا في عام 52 قبل الميلاد، كان أحد أولويات الإمبراطور أغسطس هو تطوير شبكة طرق فعالة تربط المدن الكبرى بالنقاط الإستراتيجية، ما ساعد في توطيد السيطرة الرومانية على الأراضي الخاضعة لها.

 

من الشبكة المادية إلى المعنى المجازي

 

رغم أن البعض يربط العبارة بالشبكة المادية للطرق، فإن أصلها يعود إلى الفيلسوف الفرنسي **آلان دو ليل** في القرن الـ12، الذي استخدمها بمعنى مجازي يشير إلى تعدد الطرق التي تؤدي إلى الهدف نفسه، سواء بالعقل أو الإيمان. ويُلاحظ أن روما، التي أصبحت بفضل جهود البابا غريغوريوس الكبير “القدس الجديدة”، كانت تعد أقرب نقطة للغربيين لزيارة قبري القديسين بطرس وبولس. من هذا المنطلق، تصبح روما رمزًا لالتقاء العالمين الأرضي والسماوي.

 

في هذا السياق، يعبر آلان دو ليل عن أهمية روما كمركز روحي لا يقل عن أهميتها كعاصمة إمبراطورية.

مشاركة