تعتبر ظاهرة الانبثاث أو الانتقال واحدة من أبرز التحديات في علاج السرطان، خاصة في حالات مثل سرطان الثدي الذي يشكل تهديدًا كبيرًا لحياة المرضى نتيجة قدرته على الانتشار إلى أعضاء حيوية مثل الرئتين والدماغ. وتلعب الخلايا السرطانية المهاجرة عبر مجرى الدم دورًا محوريًا في هذا الانتشار، حيث أن تجمع هذه الخلايا يزيد من احتمالية تكوّن أورام جديدة في مناطق أخرى بالجسم.
وفي إطار البحث عن حلول لهذه المشكلة، بدأ العلماء في استكشاف طرق لتقليل تجمعات الخلايا السرطانية المهاجرة، وهو ما قد يسهم في الحد من انتشار المرض وزيادة فعالية العلاجات الحالية.
الديجوكسين: دواء قديم لعلاج السرطان
أظهرت تجارب حديثة أن دواء “ديجوكسين”، الذي يستخدم عادة لعلاج مشاكل القلب مثل فشل القلب وعدم انتظام ضربات القلب، قد يكون له تأثير مفيد في مكافحة انتشار الأورام السرطانية. يقوم هذا الدواء بتفكيك تجمعات خلايا السرطان، مما يقلل من قدرتها على الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم.
على الرغم من أن الأبحاث ما زالت في مراحلها الأولية، فإن النتائج الأولية تشير إلى أن “ديجوكسين” قد يكون قادرًا على الحد من انتشار سرطان الثدي، الذي يمتلك القدرة على التسلل إلى الأعضاء الحيوية، ما يجعل العلاج أكثر تعقيدًا.
الاختبارات السريرية والتطورات المستقبلية
في تجربة سريرية أجراها فريق من جامعة برمنغهام البريطانية، تم اختبار تأثير “ديجوكسين” على تسع نساء مصابات بسرطان الثدي النقيلي. أظهرت النتائج أن تناول “ديجوكسين” يوميًا لمدة سبعة أيام أدى إلى تقليص حجم تجمعات خلايا السرطان في الدم بشكل ملحوظ.
وفي هذا السياق، يعتقد الباحثون أن “ديجوكسين” قد يكون جزءًا من استراتيجية علاجية مستقبلية، مكملًا للعلاجات الأخرى الموجهة ضد الأورام الأولية التي لم تنتشر بعد. كما يخطط الفريق لتطوير جزيئات جديدة قد تكون أكثر فاعلية في تفكيك تجمعات الخلايا السرطانية المنتشرة.
الآفاق المستقبلية