البحث
دراسة تكشف.. صعوبات الطفولة تؤثر على بنية الدماغ وتضعف القدرات الإدراكية
  • نشر في 2025/05/09 الساعة 11:32 ص
  • نشر في صحة
  • 92 مشاهدة
دراسة: صعوبات الطفولة تؤثر على بنية الدماغ وتضعف القدرات الإدراكية

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من مستشفى “بريغهام للنساء” في ماساتشوستس الأمريكية أن الصعوبات التي يواجهها الأطفال في سن مبكرة، مثل النزاعات الأسرية والفقر والإهمال، يمكن أن تترك أثراً طويل الأمد على بنية الدماغ ووظائفه الإدراكية.

 

وتركزت الدراسة على المادة البيضاء في الدماغ، وهي الجزء المسؤول عن نقل الإشارات بين الخلايا العصبية، حيث أظهرت النتائج أن الظروف الحياتية المعاكسة ترتبط بانخفاض “التباين الكسري”، وهو مقياس دقيق يستخدم لتقييم صحة المادة البيضاء، ما قد يؤدي لاحقاً إلى تراجع الأداء الأكاديمي في الرياضيات واللغة.

 

وشملت الدراسة تحليل صور دماغ لـ9082 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات، إلى جانب استبيانات ملأها الأطفال وذووهم حول أوضاعهم الاجتماعية والنفسية، بما في ذلك وجود اضطرابات نفسية لدى الوالدين أو الإدمان أو غياب الرعاية الصحية أو الإحساس بعدم الأمان في الحي السكني.

 

وأظهرت المتابعة على مدى ثلاث سنوات أن الأطفال الذين تعرضوا لظروف سلبية مبكرة أظهروا أداء أضعف في اختبارات الإدراك، نتيجة لانخفاض ترابط المادة البيضاء. وعلى الرغم من أن الفروق لم تكن كبيرة، فإن الباحثين يرون أنها تؤشر إلى استمرار تأثير بيئة الطفولة على الدماغ خلال سنوات المراهقة، وقالت طبيبة الأعصاب المشرفة على الدراسة، صوفيا كاروزا، إن “تأثير البيئة المبكرة على المادة البيضاء في الدماغ أوسع وأكثر شمولاً مما كنا نعتقد سابقاً”.

 

لكن الدراسة لم تخلُ من جانب إيجابي، إذ تشير النتائج إلى أن وجود دعم اجتماعي قوي، مثل العلاقات الجيدة مع الأصدقاء والمشاركة الإيجابية من الوالدين، يمكن أن يخفف من الأثر السلبي لتلك العوامل ويحمي بنية الدماغ من التلف.

 

وتسلّط هذه الدراسة الضوء على أهمية توفير بيئة صحية وآمنة للأطفال، ليس فقط لأثرها النفسي والاجتماعي، بل أيضاً لتأثيرها العميق والمستمر على نمو الدماغ والقدرات المعرفية.