البحث
مؤانسات “حي 14 تمّوز”
  • تاريخ النشر: 11 مارس 2023 | الساعة: 09:02 صباحًا
  • نشر في ثقافة
  • 140 مشاهدة

ها أنت ترى أنّ التاريخ ينتصر على الحياة والكتابة الإبداعية. إنّ نصف عُمر المجتمع الذي تُولَد فيه الروايات، كما تفترض، ضاع كالبول في شطّ”. ولكنّ الكاتب والصحافي العراقي سهيل سامي نادر (1943) أنقذ عقوداً من هذا العمر بتأريخها في روايته الجديدة “حي 14 تمّوز” (دار المدى، 2023)، والتي يُشير عنوانها إلى الحيّ البغدادي، مكان الحدث الذي انطلق منه السارد ليتمّم حكايات صِبْية يطلّون على أرواح بعضهم البعض عبر مقاطع سردية مُعنونة، تبدأ بالمراهقة والمحلّة والمدرسة، وتلتفّ مجيئاً ورواحاً حول أساسات هؤلاء الصبية الاجتماعية.

بإيقاع موسيقي ضمني، وبلغةٍ رشيقة تتحدّى مناعتها عبر ضربات قوية وناعمة، وبجُمَلٍ ذكية مختزلة تُفصح عن غنى التجربة، نتابع مصائر الشخصيات، حين يطبق على المجتمع ظلامُ نظامِ الحزب الواحد وسياسة الحروب التي جرى انتهاجها في “المؤانسات” ومِن ثمّ “المراثي”، وهما قسما الرواية التي فصّلت مجريات الحرب وما انتهى إليه أبطالها.

نجد عبث الحياة وفظاظة السياسة في ما لا حصر له من الوقائع السيرية التي انطوت عليها تلك المقاطع السردية، أبرزها “التجسّس على صدّام حسين والرحيل الى الحرب”، وهو عنوان توضيحي يعوّل الكاتب على خاتمته، “لحن الخلود”، ليبرز تهكّميته، إنْ كان للمُزاح محلٌّ هنا (لا يبدو أنّ للسارد خياراً آخر) في وصف المناخ الخانق الذي هيمن وساد فترة الحرب العراقية الإيرانية.

 

مشاركة