سلط تقرير لصحيفة “نيليغراف” البريطانية، السبت، الضوء على ما قالت إنه خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقضاء على شركات الطيران في الإمارات وقطر، من خلال إنشاء شركة منافسة وضخ مليارات الدولار فيها.
وذكرت الصحيفة أن محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، أنفق بسخاء منذ صعوده إلى السلطة في محاولة لتحديث المملكة، بما في ذلك خطط لبناء مدينة تبلغ قيمتها 500 مليار دولار في الصحراء.
وتضيف أنه “عندما قرر محمد بن سلمان تحويل السعودية إلى قوة طيران عظمى، فلم يكن خجولا في طموحاته”.
الصحيفة أشارت إلى أن ولي العهد السعودي أعلن عن خطط لإنشاء شركة طيران جديدة بالكامل هي “طيران الرياض” بدلا من الاستثمار في “الخطوط الجوية السعودية” الناقل الوطني الحالي.
ووفقا للصحيفة فقد “قيل للمرشحين المحتملين للوظائف في الشركة الجديدة إن طيران الرياض تخطط لإن تصبح شركة طيران جديدة من الطراز العالمي وتشكل مستقبل الطيران”.
وكشف النقاب رسميا عن الشركة قبل نحو أسبوع، وبعدها بأيام قليلة أبرمت السعودية صفقة تاريخية مع شركة بوينغ الأميركية أنفقت خلالها 37 مليار دولار لشراء أسطول مكون من 72 طائرة من طراز بوينغ.
ترى الصحيفة أن إطلاق “طيران الرياض” يعد أحدث تطور في المنافسة بين دول الخليج، حيث تخطط السعودية لمواجهة الخطوط الجوية الإماراتية (طيران الإمارات والاتحاد للطيران) بالإضافة للخطوط الجوية القطرية.
وتنقل الصحيفة عن أحد كبار المسؤولين التنفيذيين الذي عمل عن كثب مع محمد بن سلمان والنظام السعودي القول “إنها منافسة خالصة، تتلخص في أن شركتي أكبر من شركتك، وهي مسألة مدفوعة من قبل ولي العهد وطموحه”.
وعلى الرغم من أن تاريخ السعودية في مجال الطيران أقدم من جارتيها قطر والامارات إلا أن شركات الطيران الثلاث المنافسة أثبتت نفسها بسرعة كقوى ذات ثقل دولي، على عكس الخطوط السعودية.
وأنشأت الخطوط الجوية السعودية في عام 1945، أي قبل أكثر من نصف قرن من طيران الإمارات، وما يقرب من 60 عاما عن الخطوط الجوية القطرية وسبعة عقود قبل الاتحاد للطيران.
وتعد طيران الإمارات أكبر شركة طيران دولية في العالم، فيما تمتلك قطر 25 في المئة من أسهم الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية ولدى صندوق الثروة السيادي القطري حصة تبلغ 20 في المئة في مطار هيثرو في لندن.
بالمقابل بنت الاتحاد للطيران سمعة دولية من خلال رعايتها لبطل الدوري الإنكليزي الممتاز مانشستر سيتي، كما سمي ملعب النادي على اسم الشركة الإماراتية.
وتنقل الصحيفة عن شخص مطلع القول، تعليقا على إنشاء “طيران الرياض”، “إنه (محمد بن سلمان) يريد القول للعالم: انظروا ودونوا ملاحظاتكم، لقم تجاهلتمونا على مر العصور، ولكن اليوم لدينا كميات ضخمة من الأموال ويمكننا أن ننفق أكثر منكم”.
ونجح محمد بن سلمان في خطف البريطاني صاحب الخبرة الطويلة توني دوغلاس من الاتحاد للطيران وتعيينه رئيسا تنفيذيا لطيران الرياض.
وستطلق طيران الرياض رحلات إلى أكثر من 100 وجهة حول العالم بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن تساهم الشركة الجديدة في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بقيمة تصل إلى 20 مليار دولار، وتوفير أكثر من 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وتسعى السعودية إلى تحقيق أهداف طيران طموحة كجزء من “رؤية 2030” الإصلاحية واسعة النطاق لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بما في ذلك زيادة حركة الملاحة الجوية السنوية بأكثر من 3 أضعاف إلى 330 مليون مسافر بحلول نهاية العقد الجاري. كما تريد نقل ما يصل إلى 5 ملايين طن من البضائع سنويا.
وتشير الصحيفة إلى أن خطط ولي العهد السعودي لا تقتصر على شركة الطيران الجديدة فحسب، بل يجري أيضا تطوير مطار الملك خالد في العاصمة السعودية.
سيضم المطار الجديد ستة مدارج متوازية وهو مصمم لاستيعاب ما يصل لنحو 120 مليون مسافر بحلول عام 2030 و185 مليون مسافر بحلول عام 2050.
ويقع أكثر المطارات الدولية ازدحاما في المملكة حاليا في مدينة جدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، حيث يقع مقر شركة الخطوط الجوية السعودية.
الكلمات الدلالية: