البحث
دراسة جديدة.. مضغ الخشب يحسن الذاكرة ويعزز صحة الدماغ
  • تاريخ النشر: 10 مارس 2025 | الساعة: 11:22 صباحًا
  • نشر في صحة
  • 2 مشاهدة

أظهرت دراسات حديثة أن المضغ قد يكون له تأثير إيجابي على تدفق الدم إلى الدماغ، مما يسهم في تحسين الأداء الإدراكي. ويعود ذلك إلى ارتباط تراجع القدرات الإدراكية بزيادة أنواع الأكسجين التفاعلية، وهي جزيئات ضارة قد تسبب أضرارًا في الدماغ.

 

ويعد الغلوتاثيون (GSH) أحد أبرز مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية من هذه الأضرار. إلا أن العلاقة بين مستويات هذا المركب والمضغ لم تُدرس بشكل كافٍ حتى الآن.

 

وفي هذا السياق، قام الباحثون بدراسة تأثير المضغ على مستويات الغلوتاثيون في الدماغ، حيث شملت الدراسة 52 طالبًا من جامعة Daegu في كوريا الجنوبية. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: طلب من المجموعة الأولى (27 شخصًا) مضغ علكة شمع البارافين، بينما طلب من المجموعة الثانية (25 شخصًا) مضغ مادة صلبة مشابهة لمثبطات اللسان الطبية.

 

استمر المضغ لمدة 5 دقائق، وأجرى الباحثون قياسات باستخدام تقنية مطيافية الرنين المغناطيسي لتحديد مستويات الغلوتاثيون في القشرة الحزامية الأمامية، وهي منطقة في الدماغ مسؤولة عن التحكم الإدراكي. كما تم إجراء اختبار إدراكي للمشاركين قبل وبعد التجربة.

 

أظهرت النتائج أن المضغ أدى إلى زيادة ملحوظة في مستويات الغلوتاثيون في القشرة الحزامية الأمامية، وكانت الزيادة أكبر لدى من مضغوا المادة الصلبة مقارنة بمن مضغوا العلكة. كما ارتبطت هذه الزيادة بتحسن في أداء اختبارات الذاكرة، ما يشير إلى تأثير إيجابي محتمل للمضغ على القدرات المعرفية.

 

وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تشير إلى أن المضغ قد يرفع مستويات مضادات الأكسدة في الدماغ، وأن هذه الزيادة مرتبطة بتحسين الأداء الإدراكي.

 

وفي غياب أدوية أو طرق مثبتة علميًا لرفع مستويات الغلوتاثيون في الدماغ، يقترح العلماء أن مضغ مادة صلبة قد يمثل وسيلة طبيعية لتعزيز مضادات الأكسدة في الدماغ.

 

ورغم أن هذه النتائج تبدو مشجعة، إلا أن الباحثين أكدوا ضرورة إجراء مزيد من الدراسات باستخدام عينات أكبر من المشاركين، وتوسيع نطاق البحث ليشمل فئات عمرية مختلفة، بالإضافة إلى دراسة تأثير مضغ مواد أخرى لفترات أطول.

مشاركة