البحث
دراسة جديدة.. اللون الأرجواني وهم بصري يصنعه الدماغ ولا وجود له فيزيائيًا
  • نشر في 2025/04/12 الساعة 1:31 م
  • نشر في منوعات
  • 112 مشاهدة
دراسة جديدة.. اللون الأرجواني وهم بصري يصنعه الدماغ ولا وجود له فيزيائيًا

كشف فريق من العلماء أن اللون الأرجواني لا يُعد لونًا حقيقيًا من الناحية الفيزيائية، بل هو نتيجة لمعالجة إدراكية معقدة يقوم بها الدماغ البشري عند تفاعل الضوء مع العين.

 

وأوضح الباحثون أن اللون الأرجواني يتولد عندما يدمج الدماغ إشارات الضوء الأحمر والأزرق معًا، رغم أن هذين اللونين يقعان على طرفي طيف الضوء المرئي، ولا يجتمعان فعليًا في موجة ضوئية واحدة. ويأتي ذلك بسبب غياب أطوال موجية تمثل هذا اللون بشكل مباشر في الطبيعة، مما يجعل الأرجواني لونًا “ذهنيًا” أكثر منه “فيزيائيًا”.

 

ويُعرف الطيف المرئي بسبعة ألوان رئيسية هي: الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي، والبنفسجي، والتي تُختصر بالحروف الإنجليزية (ROYGBIV). ورغم تشابه اللون البنفسجي مع الأرجواني، إلا أن الأخير لا يُصنف ضمن هذه الألوان الأساسية.

 

عند دخول الضوء إلى العين، يتم امتصاصه بواسطة خلايا متخصصة تُعرف بـ”المخاريط”، وهي ثلاثة أنواع:

 

مخاريط S: تلتقط الأطوال الموجية القصيرة مثل الأزرق والبنفسجي.

مخاريط M: تستجيب للأخضر والأصفر.

مخاريط L: تتفاعل مع الأحمر والبرتقالي.

 

وتقوم هذه المخاريط بإرسال إشارات عصبية إلى الدماغ، الذي يحللها ويُشكل بناءً عليها إدراكًا لونيًا. لكن بسبب التباعد الكبير بين اللونين الأحمر والأزرق على الطيف، يواجه الدماغ صعوبة في تنشيط مخاريط S وL في وقت واحد، ما يخلق فراغًا لا يغطيه أي طول موجي معروف.

 

ولتجاوز هذا التحدي، يعمد الدماغ إلى “إغلاق” الطيف وتحويله إلى دائرة لونية تسمح بدمج اللونين الطرفيين، ما يؤدي إلى توليد اللون الأرجواني كاستجابة عقلية، وليس كموجة ضوئية حقيقية.

 

ورغم طبيعته الإدراكية، لا يغيب اللون الأرجواني عن الثقافات والمجتمعات، بل يرتبط تاريخيًا بالملوكية والترف والغموض، ويحتل مكانة بارزة في الفن والموضة والتصميم.