أصدرت دار الشؤون الثقافية العامة التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار كتابًا جديدًا يُسلّط الضوء على مسيرة رائد المسرح التربوي في ذي قار، الفنان كاظم العبودي، ضمن سلسلة “دراسات مسرحية” التي تعنى بتوثيق تجارب المسرحيين العراقيين.

وجاء الكتاب الذي حمل عنوان الفنان كاظم العبودي دوره في نشوء وتطور الحركة المسرحية في الناصرية، من تأليف الباحث جواد الزلفي، في 352 صفحة من القطع الكبير، ليسلط الضوء على تجربة أحد أبرز وجوه المسرح في جنوب العراق، وتحديدًا في مدينة الناصرية، حيث ارتبط اسم العبودي بمراحل تأسيس وتطور المسرح المحلي في المحافظة.

ويتناول الكتاب سيرة العبودي بوصفه مثقفًا حمل على عاتقه مهمة ترسيخ المسرح التربوي والاجتماعي، وسعى إلى جعله مكوّنًا أساسيًا في الحياة الثقافية اليومية لأبناء المدينة. ويستعرض المؤلف بدايات دخول محافظات الجنوب، ومن بينها ذي قار، إلى فضاء المسرح في خمسينيات القرن الماضي، حين بدأ معهد الفنون الجميلة في بغداد برفد المحافظات بكوادر فنية متخصصة أسهمت في تشكيل نواة المسرح المحلي.

ويشير الكتاب إلى أن الفنان كاظم العبودي كان من بين أوائل هؤلاء الرواد، إذ التحق مبكرًا بالحراك المسرحي المحلي، وواصل مشروعه الثقافي بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة عام 1965، ثم انضمامه إلى فرقة اتحاد الفنانين عام 1967، حيث لعب دورًا بارزًا في دعم وتطوير المسرح في الناصرية.

وينقسم الكتاب إلى قسمين: يتناول الأول حياة العبودي ومسيرته الفنية والتربوية، بينما يركّز الثاني على تطور الحركة المسرحية في مدينة الناصرية، والدور الجوهري الذي أداه العبودي في تشكيل وعي ثقافي مسرحي داخل المجتمع المحلي، ليصبح أحد أعمدته الثقافية البارزة.