البحث
انطلاق أول شحنة عبر الممر التجاري بين مصر والسعودية والعراق وتحويل ميناء سفاجا إلى مركز لوجستي إقليمي
  • نشر في 2025/08/19 الساعة 1:44 م
  • نشر في اقتصاد
  • 97 مشاهدة

شهد ميناء سفاجا البحري على ساحل البحر الأحمر انطلاقة جديدة نحو التحول إلى مركز لوجستي استراتيجي، وذلك بعد تدشين أول شحنة تجريبية ضمن مشروع ممر تجاري إقليمي يربط مصر والسعودية والعراق، في خطوة تعكس تطوراً كبيراً في البنية التحتية والتخطيط الاستراتيجي للنقل متعدد الوسائط في المنطقة.

 

ويقدم المشروع الجديد نموذجاً متكاملاً للربط الاقتصادي الفعّال بين الدول الثلاث عبر منظومة نقل تعتمد على التكامل البحري والبري، حيث تبدأ الشحنات من القاهرة مروراً بشبكة الطرق القومية وصولاً إلى ميناء سفاجا، ومنه إلى ميناء نيوم السعودي عبر البحر، ثم براً حتى مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق.

 

وأظهرت الشحنة التجريبية نتائج واعدة، أبرزها تقليص زمن النقل بنسبة تفوق 50% مقارنة بالمسارات التقليدية، ما يمنح الممر ميزة تنافسية عالية، خصوصاً في ظل التوترات الجيوسياسية التي تواجه بعض الممرات العالمية الأخرى.

 

شهد الميناء خلال السنوات الأخيرة طفرة نوعية في البنية التحتية ضمن خطة حكومية لتحويله إلى مركز لوجستي متكامل يخدم حركة الركاب والبضائع والحاويات والمواد الخام، فيما يجري العمل على توفير جميع التسهيلات الجمركية واللوجستية لإنجاح المشروع، إلى جانب تحديث الأرصفة ومناطق الحاويات والخدمات الرقمية بما يتوافق مع المعايير الدولية. ويعتمد نجاح هذا الممر على شبكة الطرق القومية التي تربط القاهرة بسفاجا، والتي أصبحت اليوم ركيزة أساسية لنقل الشحنات بسرعة وأمان بفضل الطرق المزدوجة المطورة ونقاط الخدمة الحديثة.

 

كما أسهمت الاستثمارات السعودية الضخمة في تطوير ميناء نيوم، إلى جانب مشاريع النقل الحديثة في العراق، في توفير بيئة مناسبة لإطلاق هذا الممر، الذي يجسد رغبة مشتركة في تعميق التكامل الاقتصادي الإقليمي وتوفير بدائل آمنة لممرات التجارة العالمية.

 

ويجري حالياً تنفيذ خطط تطويرية تشمل إنشاء محطات حاويات حديثة، وتوسعة الأرصفة، وتعميق الممرات الملاحية، بما يواكب متطلبات المشروع الجديد. ومن المنتظر أن يمتد أثر هذا الممر إلى خلق فرص تنموية واستثمارية في مناطق عدة مثل سفاجا، القصير، مرسى علم، وحلايب، مع المساهمة في توفير فرص عمل جديدة وتنشيط قطاع النقل الذكي والخدمات اللوجستية.

 

ويعد مرور أول شحنة عبر هذا الممر إعلاناً لدخول مصر مرحلة جديدة في حركة التجارة الإقليمية والدولية، بفضل البنية التحتية الحديثة والرؤية السياسية الواضحة، ما جعل ميناء سفاجا نقطة ارتكاز محورية في مستقبل التجارة بالشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يفتح نجاح المشروع الباب أمام توسعات مستقبلية لربط مصر بدول أخرى مثل الأردن، الكويت، والإمارات، الأمر الذي يعزز مكانتها كحلقة وصل لوجستية بين الخليج وشمال إفريقيا وأوروبا، خاصة في ظل خطط تطوير موانئ البحر الأحمر والإسكندرية والدخيلة.