في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العاصمة بغداد من ازدحام سكاني وضغط متنامٍ على البنية التحتية، يبرز مشروع “فرقان سيتي” كأحد أهم المشاريع السكنية الحديثة. يقع المشروع مقابل شقق زيونة السكني القديم على سريع قناة الجيش في منطقة البلديات، وقد جرى اختيار هذا الموقع بعناية نظرًا لأهميته الاستراتيجية، بهدف المساهمة في معالجة أزمة الكثافة السكانية بجانب الرصافة، خاصة مع اكتماله في عام 2026.

جرى تطوير المشروع من قبل مجموعة من الشركات المتخصصة، من بينها Mellat Holding بالتعاون مع BCM و ULUS.MAD.INŞ.SAN. TIC.A.Ş، إلى جانب شركة المقاولات التي أنجزت مشروع Empire World في أربيل، وذلك بإشراف شركات عالمية تسعى لإعادة تعريف مفهوم السكن في العراق.

يُعد المشروع نقلة نوعية في أنماط المعيشة الحضرية، إذ يتألف من 14 برجًا سكنيًا ذكيًا لا يقتصر ذكاؤها على التصميم المعماري العصري، بل يشمل أنظمة التحكم المنزلي عن بُعد وإدارة الطاقة بكفاءة عالية، بما يضمن الراحة للسكان ويخفض معدلات الاستهلاك.

ويمثل المشروع انعكاسًا لرؤية عالمية بروح وهوية عراقية أصيلة، ما يجعله مجمعًا متكاملًا يسهم بفعالية في دفع عجلة الإعمار ومعالجة أزمة السكن. وقد حرص المصممون على الدمج بين أصالة العمارة العراقية ومتطلبات الحياة العصرية، ليعيد المشروع صياغة التاريخ العمراني للعراق بروح حديثة تعكس الهوية المحلية في تفاصيله.

يتضمن المشروع وحدات سكنية رحبة مزودة بشرفات واسعة، إلى جانب مساحات مخصصة للأعمال تضم المكاتب والمراكز التجارية، مما يجعله فرصة استثمارية تجمع بين السكن والعمل والرفاهية في بيئة واحدة. وتلتزم الشركات المنفذة بتطبيق أعلى معايير الجودة العالمية، ليكون المشروع ليس خيارًا سكنيًا للأسر فقط، بل أيضًا فرصة استثمارية واعدة بفضل موقعه الاستراتيجي، وتكامله الخدمي، وبنيته التحتية المتطورة، ما يجعله بيئة آمنة ومثالية للعوائل.

ويستمد تصميم المشروع إلهامه من الحضارة البابلية، حيث يتضمن:

• تخصيص أكثر من 40% من المساحة للمسطحات الخضراء.

• أبراج سكنية بشرفات واسعة ووحدات رحبة.

• مراكز تجارية راقية، مكاتب، مقاهٍ وساحات عامة.

• خدمات متكاملة تشمل الأمن والتعليم والترفيه، من رياض أطفال إلى نوادٍ رياضية ومطاعم، مع خدمة حراسة على مدار الساعة.

• مواقف سيارات تحت الأرض لتنظيم حركة المرور وتخفيف الازدحام.

ويُنظر إلى “فرقان سيتي” باعتباره أكثر من مجرد مشروع سكني؛ فهو منارة حضارية جديدة تعكس طموح بغداد في استعادة مكانتها كمدينة حديثة تجمع بين التاريخ العريق والتطور المعاصر. كما يُعد خطوة متقدمة نحو بناء مجتمعات حضارية عصرية تحافظ على روح المكان وجذوره التاريخية، حيث يلتقي السكن بالرفاهية، والاستثمار بالاستقرار، والتاريخ بالمستقبل.