البحث
رواية “صاحب الظل الطويل” تحافظ على صدارتها في العراق بعد أكثر من ثلاثة عقود من المسلسل الشهير
  • نشر في 2025/11/04 الساعة 9:51 ص
  • نشر في ثقافة
  • 33 مشاهدة

أظهرت إحصاءات حديثة لمبيعات الكتب في العراق استمرار الإقبال الكبير على رواية “صاحب الظل الطويل”، التي ما زالت تحتفظ بموقع متقدم ضمن قائمة أكثر الروايات مبيعاً، رغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً على عرض المسلسل الكرتوني الشهير المستوحى منها.

 

ووفقاً لدار الرافدين للنشر، فقد جاءت الرواية ضمن الأعمال الأجنبية الأكثر مبيعاً في جناح الدار خلال الملتقى والمعرض الدولي الأول للكتاب الذي نظمته جامعة الموصل في السادس والعشرين من تشرين الأول الماضي.

 

وجرى تنظيم المعرض بالتعاون مع جمعية الناشرين والكتبيين ومؤسسة المدى، وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بمشاركة واسعة من ناشرين محليين وعرب ودوليين، إضافة إلى حضور أدبي وثقافي مميز من داخل العراق وخارجه.

 

وتضمّن المعرض مجموعة واسعة من الإصدارات الأدبية والفكرية والعلمية، إلى جانب ندوات وورش عمل تناولت موضوعات الثقافة والهوية والقراءة، فضلاً عن جلسات نقاشية سلطت الضوء على تطور المشهد الأدبي العراقي ودور الجامعات في تعزيز الحراك الثقافي.

 

ويعكس تصدّر رواية صاحب الظل الطويل لقوائم المبيعات استمرار تأثيرها في وجدان القرّاء العراقيين، لا سيما الشابات، اللواتي يجدن في شخصية البطلة “جودي أبوت” نموذجاً للإصرار والطموح وتحدي الصعاب.

ورغم مرور أكثر من قرنٍ من الزمان على صدور الرواية عام 1912، فإن حكايتها الإنسانية ما زالت تلامس قلوب الأجيال الجديدة برسائلها الدافئة التي صاغتها البطلة في رسائلها إلى الرجل الغامض الذي تولّى تمويل دراستها.

 

تُعد الرواية من أبرز مؤلفات الكاتبة الأمريكية جين ويبستر، وهي من نوع الأدب الرسائلي، وتدور أحداثها حول الفتاة اليتيمة “جودي أبوت” التي تحصل على فرصة للدراسة الجامعية بتمويل من رجل ثري مجهول الهوية.

 

ولم تكن تعرف عنه سوى ظله الطويل الذي رأته مرة واحدة، فأطلقت عليه لقب “صاحب الظل الطويل”، وكان الشرط الوحيد الذي فرضه عليها هو أن تراسله بانتظام لتطلعه على تفاصيل حياتها ودراستها وأفكارها ومشاعرها.

 

ومع تطور الأحداث، تنضج شخصية جودي فكرياً وعاطفياً، ليُختتم العمل بكشف هوية الرجل الغامض، فتتحول العلاقة بينهما إلى قصة حب إنسانية رقيقة تعبّر عن الأمل والإصرار على تجاوز الفقر والوحدة.

 

وقد تُرجمت الرواية إلى عشرات اللغات حول العالم، وأُنتجت عنها أعمال سينمائية ومسرحية وتلفزيونية متعددة. غير أن النسخة الأكثر شهرة تبقى مسلسل الرسوم المتحركة الياباني الذي أنتجته شركة نيبون أنيميشن عام 1990، وتم دبلجته إلى اللغة العربية، ليحقق انتشاراً واسعاً في العالم العربي ويصبح من أبرز الأعمال الكرتونية التي شكّلت ذاكرة جيل التسعينيات.

 

وتتفق الآراء على أن استمرار مبيعات صاحب الظل الطويل في العراق يعكس الحنين إلى الأدب الإنساني البسيط، وإلى القصص التي تُجسّد القيم الأصيلة كالإصرار والرحمة والحب، في زمن تتغير فيه الملامح الثقافية بوتيرة متسارعة.