يتميز شهر رمضان في جيبوتي، وهي إحدى الدول العربية الواقعة على ساحل البحر الأحمر، بالتنوع في العادات والتقاليد، فهي غنية بالتنوع العرقي حيث تتكون من عرقيات الصومال والعرب والعفر.
هذا التنوع العرقي أثرى العادات والتقاليد الجيبوتية، ولكن الجميع يتفق على استقبال شهر رمضان بالاحتفال والتهليل.
وحول الأجواء الرمضانية، يقول الباحث المقيم في جيبوتي، عبد الفتاح موسى، إن معظم السكان يحتفلون بشهر رمضان المبارك، فتكثر الأجواء الدينية خلال هذا الشهر حيث يتم تزيين المساجد وتجهيز الأطفال للعبادة، وتجد أن جميع المساجد لا تخلو من الأطفال وخصوصاً في صلاة الفجر وصلاة التروايح، حيث يتم غرس حب الصلاة فيهم وتعليمهم القرآن الكريم في حلقات ذكر تقام في كل مسجد بعد صلاة الفجر التراويح، على حد قوله.
ويضيف موسى،: “يتم تجهيز الأسواق لبيع المأكولات والمشروبات الرمضانية، وهو متنوع جدا فهناك الأكل الصومالي اللذيذ مثل اللحوح الصومالي والمكرونة باللحم، وهناك المطبخ اليمني اللذيذ، فهناك الزربيان اليمني والشفوت الذي لا تخلو منه أي مائدة إفطار في رمضان.
ويشير إلى أنه من المبادئ الأساسية لشهر رمضان، هو تعزيز التكافل الاجتماعي بين الفقراء والأغنياء، حيث يتم توزيع الطعام والمساعدات الخيرية على المحتاجين خلال هذا الشهر الكريم، عن طريق شيوخ القبائل الذين يعملون على تحصيل الصدقات والمساعدات من التجار وتوزيعها على الفقراء والمساكين في كل الحارات الفقيرة
ومن العادات الشائعة في جيبوتي خلال شهر رمضان، هي تناول وجبة الإفطار مع العائلة والأصدقاء والقيام بعمل الموائد الرمضانية التي تقام في كل حارة من حارات جيبوتي حيث يقوم جميع أبناء الحي بتجهيز الفطور في الشارع وتجهيز الطعام حيث يتساوى كل الأفراد في مكان واحد.
ويعد شهر رمضان في جيبوتي فرصة للتقرب من الله وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الناس.
ويعد مسجد الحمودي أكبر المساجد في جيبوتي، وهو يستقبل أعدادًا كبيرة من المصلين وقت المغرب والتراويح، حيث يفضل الكثيرون الإفطار على التمر ثم أداء صلاة المغرب هناك قبل العودة إلى بيوتهم.
تعتبر السمبوسة أولى الأطعمة المقدمة، واللحوح والهريس والثريد مع لحم الغنم، وأيضاً يتبادلون أطباق الإفطار مع أقاربهم وأصدقائهم في رمضان، ويفضل الغالبية تناول وجبة العشاء بعد صلاة التراويح، والتي تكون عبارة عن الأرز والشعيرية والمكرونة (الباسطة)، إضافة إلى شوربة المرق.
وجبات السمك التي تثري المائدة الجيبوتية طوال السنة تغيب خلال شهر رمضان لاعتقادهم أن تناول السمك يسبب العطش خلال الصوم، غير أنه يحضر خلال يوم العيد بشكل كبير، بل يتسيد المائدة.
يتناولون العصائر مع المعجنات، وتدور كؤوس الشاي والقهوة. وتعد فطائر الخمير من أشهر الفطائر في جيبوتي. وهي تتكون من دقيق تضاف إليه خميرة فورية، حبة البركة، بيض، حليب بودرة وماء، وخميرة حلويات وسكر بعد خلطها تترك لتخمر ثم تقلى في الزيت.
توجد فطائر “باجية” وهي تتكون من الفاصوليا الصغيرة المنقوعة في الماء ليلة كــاملة، ثم تطحن في خلاط، يضاف لها بصل وكزبرة، وفلفل أخضر، مع ملح خميرة فورية، وتجمع وتقلى في الزيت على شكل كويرات.
بالنسبة للحلوى فهناك ما يعرف باسم “مخبزة”، وهو عبارة عن رغيف جيبوتي كبير يفتت ثم يضاف له الموز والعسل ويخلط، ويتم تناوله في رمضان أيضا، أما الشاي فيتم تطييبه بإضافة أعواد القرفة والهيل. كما لا يستغني الناس عما يعرف بحلوى اللوز وحلوى أخرى تشبه الجيلي.
الكلمات الدلالية: