البحث
توثيق وميض قمري نادر يكشف اصطدام نيزكي غير مسبوق بسطح القمر
  • نشر قبل ساعات مضت
  • نشر في منوعات
  • 5 مشاهدة

نجح فلكي يعمل في مرصد ومركز أرما الفلكي (AOP) في توثيق حدث نادر يُعتقد أنه الأول من نوعه الذي يتم تسجيله على شكل فيديو، والمتمثل في وميض ساطع ناتج عن اصطدام نيزك بسطح القمر.

 

 

وجرى تسجيل هذا المشهد الاستثنائي يوم الجمعة الماضي على يد الباحث أندرو مارشال-لي، مستخدمًا التلسكوب الآلي التابع للمرصد، حيث تمكن من رصد الوميض في لحظة حدوثه.

 

 

وأوضح مارشال-لي أن هذه الومضات القمرية تنشأ عندما تصطدم نيازك صغيرة جدًا بسطح القمر، وهي ظواهر نادرة وخافتة يصعب رصدها عادة، إلا أن فرص مشاهدتها تزداد خلال فترات ذروة زخات الشهب السنوية، حين يعبر القمر عبر سحب من الحطام الكوني المنتشر في مداره.

 

 

وأشار إلى أن تلك الأجسام تكون في الغالب صغيرة للغاية، إذ لا يتجاوز حجم بعضها حجم كرة الغولف، ولا يمكن رصدها قبل الاصطدام بسبب سرعتها الهائلة التي قد تصل إلى 35 كيلومترًا في الثانية. غير أن لحظة الاصطدام تولد طاقة كبيرة تتبخر معها المادة، ما يؤدي إلى ظهور وميض ضوئي يمكن تسجيله من الأرض.

 

 

ويُعد هذا الإنجاز تتويجًا لثلاث سنوات من العمل المتواصل ضمن مشروع مخصص لرصد مثل هذه الظواهر، حيث يؤكد الباحث أن إعداد خرائط دقيقة لمواقع سقوط النيازك الصغيرة على سطح القمر يحمل أهمية بالغة للمهمات القمرية المستقبلية.

 

 

وأضاف أن التخطيط لإنشاء تلسكوب قمري أو إقامة قاعدة بحثية يتطلب تجنب المناطق الأكثر عرضة لمثل هذه الاصطدامات، موضحًا أن العديد من البعثات القمرية القادمة تعتمد على هذه البيانات، وأن المشروع الحالي يساهم في دعم مهمة أوسع لوكالة وكالة الفضاء الأوروبية.

 

 

ولفت مارشال-لي إلى أن عملية الرصد لم تكن سهلة، إذ واجه الفريق تحديات تقنية ومناخية، نظرًا لأن نجاح الرصد يتطلب توافر ظروف مثالية تتمثل في وجود الجانب المظلم من القمر مع سماء صافية تمامًا، وهي ظروف نادرًا ما تجتمع بسبب الطقس الغائم.

 

 

وبعد هذا التسجيل اللافت، باشر الفريق تحليل البيانات بهدف تحديد حجم الجسم المصطدم وسرعته ومصدره الأصلي، مع وجود فرضية أولية تشير إلى احتمال انتمائه لزخة شهب الجوزاء التي كانت في ذروتها خلال فترة الرصد.

 

 

ووصف مارشال-لي لحظة الاكتشاف بأنها استثنائية، موضحًا أن الفريق يعتمد عادة على برامج كشف تلقائي لمراجعة ساعات طويلة من التسجيلات، إلا أنه كان هذه المرة حاضرًا أمام الشاشة في اللحظة المناسبة وشاهد الوميض بعينيه مباشرة، معتبرًا إياها لحظة نادرة وعفوية لا تُنسى وستظل راسخة في ذاكرته.