سبب التسمية:
تمت تسمية «جزيرة الفصح» أو «جزيرة القيامة» من قبل أول زائر أوروبي للجزيرة، وهو المستكشف الهولندي جاكوب روجيفين، الذي صادف يوم الأحد عيد القيامة (5 أبريل) عام 1722، أثناء بحثه عن جزيرة «ديفيس لاند», فجزيرة القيامة هي إحدى الجزر البولنيزية الواقعة جنوب شرق المحيط الهادي، وهي واحدة من أكثر الأماكن النائية المأهولة بالسكان على سطح الأرض؛ حيث تقع على بعد حوالي 3.600 كيلومتر من أمريكا الجنوبية. ومع ذلك، فإن انعزالها لم يمنع الناس من الاستقرار بها. وما يجعلها بتلك الشهرة في جميع أنحاء العالم هي رءوس التماثيل التي تزينها؛ ويطلق على تلك التماثيل اسم مواى، وقد أنشأها شعب رابا نوي.
وعلى الرغم من روعة هذه الرءوس الكبيرة؛ فإنها كانت سببًا في انحدار شعب رابا نوي. وفي عام 1995، جعلت منظمة اليونسكو جزيرة القيامة موقعًا تراثيًّا عالميًّا.
متى اكتشفت الجزيرة أول مرة؟
في العام 1862 وصلت سفن تجّار العبيد إلى الجزيرة، واختطفوا حوالي 1400 شخص من الجزيرة، وأحضروهم إلى مدينة بيرو ليعملوا في المزارع، لكن مات 1300 شخص منهم، وبقي 100 شخص.
ثم أعادوا الأحياء منهم إلى جزيرتهم في عام 1863، وأثناء الرحلة مات أيضاً منهم 85 شخصاً.
أما الذين نجوا من الموت، فقد عادوا إلى وطنهم، ثم انتشرت العديد من الأمراض في الجزيرة منها الجدري، فتسببت في موت الكثيرين.
وفي أوائل السبعينات من القرن التاسع عشر، غادر الكثيرون من سكان جزيرة إيستر آيلاند موطنهم، وبقي حوالي 110 أشخاص في الجزيرة، وذلك في عام 1877.
ومنذ ذلك الحين بدأ عدد السكان الأصليين في الازدياد، وفي العام 1996 تم اختيار جزيرة القيامة موقعاً من التراث العالمي، ولكنها مازالت حتى الآن تحت البحث والاكتشاف من قبل العلماء حول تلك التماثيل الغريبة والمدهشة.
تحتوي على 877 تمثالاً حجريًّا من مختلف الأحجام في جزيرة القيامة، والتي ربما بنيت فيما يقارب 300 عام بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر. والتمثال الأكبر بينها يدعى “بارو”، ويزن أكثر من 80 طنًّا. وكثير من التماثيل لم يتم الانتهاء منها، ولا تزال معلقة بالمقلع الحجري على منحدرات بركان رانو-راراكو، بما فيها تمثال يبلغ طوله حوالي 21 مترًا، ويزن حوالي 270 طنًّا.
تتكون تلك المنحوتات العجيبة من الرماد البركاني المضغوط، وبعضها من البازلت، وحتى الآن لم يتمكن أحد من العلماء والباحثين في التاريخ، من التوصل إلى حقيقة هذه التماثيل، وقصة انتشارها على الساحل التشيلي في جزيرة القيامة.
ويرى البعض أن صنع هذه التماثيل تم من باب تعظيم شأن أسلاف تلك الشعوب التي سكنت الجزيرة قبل قرابة 2500 ق.م.
ورغم بساطة الأدوات المُستخدمة في النحت في ذلك الوقت، التي لا تتعدى أن تكون معاول يدويةً حجريةً، فإن دقة نحت تلك التماثيل التي يتجاوز عددها 800 تمثال، تُشير إلى براعةٍ عاليةٍ في النحت، وصلابةٍ في العمل، فمعظم التماثيل ذات أوزان ثقيلة.
ويطلق السكان الحاليون للجزيرة على التماثيل اسم “مواي”، ولشدة غرابة هذه المنحوتات، تُعرف الجزيرة بأنها من الجزر الأغرب في العالم.
سرّ اللعنة التي حلَّت بالسكان وهل تحولوا فعلا إلى تماثيل عملاقة؟
هناك بعض النظريات التي تقول إن هذه التماثيل صنعها بحارة كانوا تائهين، لكن سرها الغريب هو ضخامة هذه التماثيل، وأوضاعها الغريبة أيضا فبعضها ينظر للسماء والأخر للبحر، والبعض الآخر في وضع جلوس، وبعضها على سور مرتفع وينظر للجزيرة، في مظهر أشبه بالدروع البشرية التي كان القدماء يستعينون بها ضد الأعداء، كما أنه من الصعب تخيل أن بحارة بسطاء اتقنوا هذا الحفر المدهش في الجبال.
فقد دارت الأساطير أن سكانها تعرضوا للعنة غريبة، وتحولوا إلى هذه التماثيل العملاقة بفعل سحر اسود، خصوصا مع الاختفاء التام لهم دون أدنى أثر، إلا هذه التماثيل الغامضة التي تنتشر في الجزيرة كلها.
ومازالت علامات الاستفهام موضوعة اخر اسمها لوقتنا هذا .
الكلمات الدلالية: