البحث
خُطف طفلا وتحول من مملوك إلى صدر أعظم للدولة العثمانية.. ما قصة خير الدين باشا؟
  • تاريخ النشر: 16 أغسطس 2023 | الساعة: 10:23 صباحًا
  • نشر في ثقافة
  • 98 مشاهدة

قصة جديدة لـخير الدين باشا التونسي، العبد المملوك الذي أصبح الصدر الأعظم في زمن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.

 

يحكى أن خير الدين خطف وهو طفل في فتنة حدثت في أَبخازيا (التي تقع اليوم في جمهورية جورجيا)، وجيء به إلى إسطنبول فاشتراه تحسين بك التركي، وجعله رفيقا لولده، لكن لما مات ولده، باعه تحسين بك إلى مندوب حاكم تونس الباي أحمد باشا، وكان عمره وقتها 17 عاما.

 

ركب الفتى خير الدين البحر إلى تونس، وعاش في بلاط الباي. وترقى في السلطات حتى أصبح وزيراً ونال ألقابا كثيرة، وطاف دول أوروبا، ومكث في فرنسا بضع سنين.

 

عاش حتى قارب السبعين، وعندما كان في أواسط الأربعين من عمره كتب كتابه المشهور، “أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك” في تونس بالعربية، وترجم إلى الفرنسية ثم بعد زمن طويل إلى الإنجليزية. والكتاب كله في وصف دول أوروبا وأنظمة الحكم فيها، وأحوال الشعوب والدساتير.

 

بين كتابين

 

ويتميز كتاب خير الدين التونسي عن كتاب رفاعة الطهطاوي “تخليص الإبريز في تلخيص باريز” وهو أقدم الكتابين، بأن رفاعة الطهطاوي كان إماما، فنظر إلى فرنسا بعين الدهشة ووصف أحوالها، أما خير الدين فكان رجل دولة، وتعمق في أحوال كل الدول الكبرى في أوروبا. كان يريد استقاء الأفكار وذهنه منصرف إلى كيفية النهوض ببلدان الشرق.

 

ويناقش خير الدين التونسي في مقدمة الكتاب مشكلات الشرق، ويقتبس من ابن خلدون، ويعبر عن فكره الأساسي، وهو أننا يجب أن ننهض نهضة أصيلة لا مستوردة.

 

ثم تتوالى الصفحات وكلها عن البلدان “الأوروباوية” كما يدعوها خير الدين، حيث يتحدث عن الثورة الفرنسية، فيذكر إعدام الملك لويس الـ16، كما يتحدث عن تاريخ فرنسا السياسي والاجتماعي.

 

كما يلح خير الدين في تعقب الثورة الفرنسية التي اختطفها نابليون، ويروي كيف أعادت فرنسا الملكية. وقارئ هذا الفصل عن فرنسا يتعلم درساً مهماً هو أن الثورة على الحكم الظالم قد لا تنجح من المرة الأولى، إذ يقول خير الدين إن الثورة الفرنسية جاءت لتؤسس حرية الإنسان، بينما جاءت الثورة الإنجليزية، التي يسمونها الثورة المجيدة، لتنظم الدولة.

مشاركة