منذ إنشائها عام 2017، نظّمت “المكتبة السينمائية التونسية” فعاليات عديدة تجمع بين عرض الأفلام والندوات النقدية لإضاءة المشهد السينمائي في مختلف الثقافات، لكنها لم تقدّم الكثير لتحقيق الغاية التي تأسّست لأجلها، متمثلة بصيانة أرشيف السينما التونسية ومعالجته فنياً، بالنظر إلى المعوقات الفنية والمالية.
حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، تتواصل في المكتبة بــ”مدينة الثقافة الشاذلي القليبي” في تونس العاصمة، تظاهرة “الأدب يصنع السينما” التي انطلقت مساء أول أمس الجمعة، بالتعاون مع “معهد غوته” والسفارة النمساوية في تونس.
يتضمّن البرنامج عرض اثني عشر فيلماً روائياً نمساوياً وألمانياً، بالإضافة إلى جلسة مخصصة لقراءة مقتطفات من رواية “صانع التبغ” للكاتب النمساوي روبرت سيتالر، التي تحوّلت إلى فيلم سينمائي عام 2018، وتستدعي حال عشرات الروايات حقبة الثلاثينيات مع وصول النازية إلى الحكم في ألمانيا واستيلائها على النمسا بعد ذلك، لكن دون اعتماد كثير من الوصف والسرد، حيث يلجأ الكاتب إلى تصوير الحياة اليومية التي تكاد تخلو من أيّة حوارات أو فعل درامي.
عُرض في يوم الافتتاح فيلم “حب هايسميث” (2022)، وهو من تأليف وإخراج الكاتبة السويسرية إيفا فيتيجا التي تعود إلى كتابات الروائية الأميركية باتريشيا هايسميث (1921- 1995) الشخصية وشهادات أفراد عائلتها والمقرّبين منها، لتضيء جوانب من سيرتها وتجربتها في الكتابة التي تركّزت على مواضيع الجريمة والغموض والإثارة النفسية، لكنها في أفلام أخرى عكست مدى تمرّدها على المؤسسة وتقاليد المجتمع.
من بين الأفلام المعروضة: “طيران” (2016) للمخرجة النمساوية ميريام أنغر، و”الذهاب إلى الكلاب” (2021) للمخرج الألماني دومينيك غراف، و”نرسيس وغولد موند” (2020) للمخرج النمساوي ستيفان روزوفيتسكي، و”برلين ألكسندر بلاتس” (2020) للمخرج الهولندي من أصول أفغانية برهان قرباني.
إلى جانب فيلم “الجدار غير المرئي” (2012) للمخرج النمساوي جوليان رومان بولسلر، و”يحتاج الفتى إلى هواء نقي” (2018) للمخرجة الألمانية كارولين لينك، و”وادي الظلام” (2014) للمخرج النمساوي أندرياس بروشاسكا، و”صانع التبغ” (2018) للمخرج النمساوي نيكولاس ليتنر، و”لغة غير مصقولة” (2022) للمخرجة الألمانية كلوديا مولر، و”الحالمون” (2016) للمخرجة النسماوية روث بيكرمان.
الكلمات الدلالية: