أعربت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أودري أزولاي عن دعمها للعراق الذي عانى عقودا من الحروب، مؤكدةً استعداد المنظمة للمساعدة في مجال “إعادة الإعمار”.
وفي وقت يعاني العراق من آثار التغير المناخي كالنقص في المياه الذي يطال الأهوار (جنوب البلاد) المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، اقترحت أزولاي إرسال بعثة خبراء لمساعدة البلاد في مواجهة هذه “الأزمة الهيكلية”.
وقالت أزولاي -لوكالة الصحافة الفرنسية- خلال زيارتها لمكتبة في شارع المتنبي ببغداد “خلال كل تلك السنوات من الحرب، وكذلك خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، الثقافة والتعليم هما اللذان تعرضا لتدمير متعمّد، وتمت مهاجمتهما.. في بلد يعود تاريخه لآلاف السنين”.
وأضافت “أنا هنا من أجل البحث عن هذه الهوية الثقافية، مساعدة العراق في إعادة الإعمار، ليس فقط إعمار الجدران والتراث، كما فعلنا في الموصل، بل كلّ ما هو متصل بالتراث غير المادي، كل تلك الثروة المرتبطة بالتعليم.. والتي عانت كثيرا”.
وتحمل زيارة أزولاي لشارع المتنبي المشهور بمكتباته -والذي افتتح عام 1932- رمزية كبيرة، لا سيما وأنه كان هدف هجوم دموي أودى بحياة 30 شخصا في مارس/آذار2007.
20 سنة على الغزو
تأتي زيارة أزولاي في وقت يحيي فيه العراق مرور 20 سنة على سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين إثر الغزو الأميركي عام 2003، والذي أعقبه حقبة دموية في تاريخ البلاد.
وخلال 20 عاما عانى العراقيون من اقتتال طائفي دموي ثمّ صعود مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين احتلوا نحو ثلث أراضي البلاد وحولوا الموصل “عاصمة” لهم شمال البلاد قبل هزيمتهم عام 2017 إثر معارك ضارية. وتعرضت الآثار للنهب والتهريب، لا سيما بعد الغزو الأميركي، كما دمر المسلحون مواقع أثرية مهمة.
وقالت أزولاي “إن احتلال تنظيم الدولة وجروح الحرب مزّقت في العمق المجتمع العراقي” مضيفة “لذلك فإن اليونسكو ملتزمة الوقت الحالي بحشد المجتمع الدولي والعمل مباشرة على الأرض”.
ومنذ 2018، رصدت اليونسكو أكثر من 150 مليون دولار من أجل العراق، خصصت نسبة كبيرة منها لإعادة إعمار الموصل، وفق متحدّث باسم المنظمة.
وبرفقة وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني والسفير الفرنسي إريك شوفالييه، زارت أزولاي كذلك مقهى الشابندر الذي تعرض لدمار كبير في هجوم 2007. وتبادلت الحديث مع مالكه الذي فقد عددا من أبنائه في ذلك الانفجار.
وفي تصريح أدلت به بالمتحف الوطني في بغداد، رحّبت أزولاي بإعادة افتتاح المتحف، معتبرة ذلك “مبادرة استثنائية” تتيح للعائلات العراقية “التواصل من جديد مع تاريخ قديم”.
الكلمات الدلالية: