في الوقت الذي تنحسر فيه الصحافة الورقية عبر العالم يأخذ ناشرو إحدى الأسبوعيات الأسترالية على عاتقهم أن تظل جريدتهم تنبض بالحياة وتصافح قراءها بلا انقطاع منذ أكثر من 100 عام.
ويتعلق الأمر بصحيفة “أدفيرتيزر” التي احتفلت قبل فترة بمرور 114 عاما على صدور عددها الأول، وتطبع قرابة 2500 نسخة أسبوعيا، وتوزع عبر أكشاك الصحف والمتاجر الكبرى ويصل بعضها مباشرة إلى المنازل في جزيرة تاسمانيا.
وهي صحيفة مجتمعية صغيرة تنقل أخبار بلدة تاسمانيا والتفاصيل التي لا تهتم بها الصحف وعناوين الأخبار كما تكشف أليتا جونز، وهي مالكة متجر للصحف.
وانتقلت ملكية الأسبوعية مؤخرا إلى مقدمة تلفزيونية سابقة تدعى رايتشل وليامز، والتي تعهدت بأن تحافظ الجريدة على طبعتها الورقية كما كانت تفعل ذلك عبر عمرها المديد.
وتقول وليامز -التي تولت منصب ناشرة ورئيسة تحرير الصحيفة- إنها قررت شراء الصحيفة لتيقنها من أهميتها بالنسبة للمجتمع المحلي، معربة عن قناعتها بأن مستقبل النشر سيكون ملموسا وحقيقيا.
وكان المالكون القدامى قد قرروا بيع المطبوعة الأسبوعية بعد أن هجرها صحفيوها وغابت رئيسة التحرير السابقة بسبب الأمومة، وذلك حسب ما أوردت حلقة (2023/10/2) من برنامج “المرصد”.
وتواجه المالكة الجديدة تحديات كبيرة للحفاظ على صحيفتها العريقة، خاصة ساعات العمل الطويلة والسفر والاهتمام بالعائلة، وتقر بأنها تشعر كأنها “بهلوان في سيرك”، لكنها تأمل أن تستقر الأمور مستقبلا.
يذكر أن الصحف المحلية في القرى البعيدة في أستراليا تلعب دورا على مستوى المساهمة في تعزيز التضامن المجتمعي، ويأمل سكان تاسمانيا أن تستمر أسبوعية “أدفيرتيزر” في الصدور وتزويدهم بالمعلومات والأخبار لسنوات قادمة.
الكلمات الدلالية: