تزايدت في الآونة الأخيرة الأبحاث التي تشير إلى أن متابعة المسلسلات الكورية الجنوبية قد يكون لها تأثير إيجابي على الصحة النفسية، حيث يعكف الخبراء على دراسة الفوائد المحتملة لهذه الأعمال في علاج القلق والاكتئاب.
إيم سو غيون، مدير عيادة طب نفسي في سيول، أوضح أن مشاهدة الدراما الكورية يمكن أن تكون مفيدة من منظور العلاج بالفن، حيث تعد الوسائط المرئية، مثل المسلسلات، ذات خصائص علاجية قد تساعد في معالجة القضايا النفسية، ووفقًا له تقدم هذه المسلسلات حلولًا للمشاهدين وتوفر لهم “إضاءة على بعض المواقف”، بفضل القصص التي تعرض قِيماً سليمة وحلولاً للمشاكل الحياتية.
على الرغم من أن الأطباء لا يصفون هذه المسلسلات كعلاج رسمي، إلا أن الشخص الذي يجد نفسه في مواقف مشابهة لما يعرضه المسلسل قد يستفيد من دروسه، المسلسلات الكورية التي تتناول مواضيع مثل الانفصال أو فقدان قريب قد توفر للمشاهدين أفكارًا للتعامل مع المواقف الصعبة.
من جانبها، لفتت المعالجة جيني تشانغ إلى أن الجودة الإنتاجية للمسلسلات الكورية، سواء من ناحية الأداء التمثيلي أو القضايا الاجتماعية التي تطرحها، تساهم في نجاحها العالمي، مشيرة إلى أن هذه الأعمال تتجاوز الحدود الثقافية وتساعد في معالجة المشاعر القوية مثل الحزن والفرح، مما يحرك مشاعر المشاهدين ويساعدهم في التعامل مع صدماتهم النفسية.
وأضافت تشانغ أن المسلسلات الكورية ساعدتها في إعادة اكتشاف جذورها الثقافية، التي كانت ترفضها في طفولتها، وأكدت أن مضامين هذه الدراما “صالحة لكل زمان ومكان”، حيث تتناول قضايا تتعلق بالصحة النفسية والتعامل مع الضغوط الحياتية.
وقد أشار بعض المشاهدين، مثل المعلمة جيني باري، إلى أن المسلسل الكوري “إتس أوكي نات تو بي أوكي” ساعدها في تجاوز الحزن بعد وفاة أحد أفراد أسرتها، مشيرة إلى أنها بدأت الحداد الذي كانت قد كبتته لفترة طويلة، بينما أكدت الأميركية إيرين ماكوي أن هذه المسلسلات ساعدتها في التعامل مع الاكتئاب الذي كانت تعاني منه في شبابها.
