البحث
علماء يفسرون.. لماذا لا نتمكن من مقاومة الحلويات في رمضان؟
  • تاريخ النشر: 05 مارس 2025 | الساعة: 12:11 مساءً
  • نشر في منوعات
  • 3 مشاهدة

يُعتبر شهر رمضان من أشهر العبادة والتقوى، إلا أنه يحمل معه تحديات غذائية للصائمين، خاصة فيما يتعلق بتناول الحلويات. فمع اقتراب موعد الإفطار، تزداد شهية الكثيرين تجاه الحلويات المتنوعة التي تُزين موائد رمضان، مما يؤدي إلى الإفراط في تناولها في بعض الأحيان. ولكن ما الذي يفسر هذه الرغبة المفرطة؟ وهل يمكن التحكم بها؟

 

الإفراط في تناول الحلويات: الأسباب الصحية والنفسية

 

توضح أخصائية التغذية ريم العبداللات، في حديثها لبي بي سي، أن الإفراط في تناول الحلويات يعود إلى عدة عوامل صحية وسلوكية. وفقًا لها، يبدأ العديد من الصائمين إفطارهم بتناول كمية كبيرة من التمر، الذي يحتوي على سكريات بسيطة، وهو ما يؤدي إلى زيادة مستويات الإنسولين في الدم، مما يحفز الجسم على الرغبة في تناول المزيد من الطعام والحلويات. كما أن تناول العصائر الرمضانية الجاهزة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر يعزز هذه الرغبة، مما يسهم في زيادة الوزن.

 

وتضيف العبداللات أنه من الأفضل أن يبدأ الصائم إفطاره بحبة تمر واحدة مرفقة بمصدر للبروتين مثل الدجاج أو السمك، فهذا يساعد على تقليل زيادة نسبة الإنسولين في الدم ويسهم في شعور الشخص بالشبع، مما يقلل من رغبته في تناول الحلويات.

 

تأثير الماء على تقليل الرغبة في الحلويات

 

وتشير العبداللات إلى أن شرب كميات كافية من الماء أثناء الإفطار يُعد من العوامل الأساسية التي تساهم في التقليل من الشهية للحلويات. ففي الكثير من الأحيان، يخطئ البعض في تفسير حاجة الجسم للماء على أنها رغبة في تناول السكريات.

 

دور الكبد في زيادة الرغبة في الحلويات

 

في دراسة حديثة أُجريت في جامعة كوبنهاجن، تم تسليط الضوء على دور الكبد في تحفيز الشهية للحلويات. حيث اكتشف الباحثون أن تناول الحلويات يحفز الكبد لإفراز هرمون “FGF21″، الذي يُعتقد أنه المسؤول عن زيادة الشهية للسكريات. وقد أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من إفرازات أعلى لهذا الهرمون لديهم رغبة مستمرة في تناول السكريات.

 

العوامل النفسية والرغبة في الحلويات

 

لا تقتصر الرغبة في تناول الحلويات على العوامل البيولوجية فحسب، بل تمتد إلى الجوانب النفسية أيضًا. تقول الأخصائية النفسية رشا بواعنة إن الحلويات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالشعور بالسعادة، حيث أن تناولها يفرز هرمون السيروتونين، المسؤول عن تحسين المزاج والشعور بالرضا. بالإضافة إلى ذلك، تشير بواعنة إلى أن تقاليد رمضان وارتباطها بتناول الحلويات بعد الإفطار تؤدي إلى زيادة رغبة البعض في تناولها.

 

نصائح للتحكم في استهلاك الحلويات خلال رمضان

 

من أجل تجنب الإفراط في تناول الحلويات، يوصي الخبراء باتباع بعض الخطوات المهمة:

 

1- تحديد وقت تناول الحلويات: من الأفضل تناول الحلويات بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من الإفطار لتجنب عسر الهضم.

2- الاعتدال في الكمية: يجب تناول الحلويات بكميات محدودة ودون إسراف، مع تجنب تناولها بشكل يومي.

3- موازنة الطعام: يُفضل تناول الحلويات مع مشروب مر مثل القهوة أو بعض المكسرات الصحية للمساعدة في تقليل الشهية.

4- شرب السوائل الصحية: تناول الماء أو الحليب بعد الحلويات يساهم في الحفاظ على مستويات الإنسولين في الدم.

5- إعداد الحلويات في المنزل: من خلال تحضير الحلويات في المنزل، يمكن التحكم في المقادير والمكونات لتقليل السعرات الحرارية.

6- تخزين الحلويات بحذر: من الأفضل تجنب توفر الحلويات بشكل مستمر في المنزل لتقليل الرغبة في تناولها.

 

بينما يمثل شهر رمضان فرصة روحية وعاطفية، فهو أيضًا يعد اختبارًا غذائيًا للكثيرين بسبب كثرة الحلويات وتنوعها. وباتباع نصائح التغذية النفسية والطبية، يمكن للصائمين الاستمتاع بشهر رمضان بطرق صحية ومتوازنة.

مشاركة