البحث
العمل لأكثر من 52 ساعة أسبوعيًا يؤدي لتدهور الوظائف الإدراكية والصحة العقلية
  • نشر في 2025/05/21 الساعة 11:42 ص
  • نشر في صحة
  • 142 مشاهدة
العمل لأكثر من 52 ساعة أسبوعيًا يؤدي لتدهور الوظائف الإدراكية والصحة العقلية

أظهرت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة في كوريا الجنوبية ارتباطًا قويًا بين العمل لأكثر من 52 ساعة أسبوعيًا وحدوث تغيرات ملحوظة في بنية الدماغ، حيث تم تسجيل تضخم بنسبة 19% في بعض مناطقه. هذه التغيرات، التي وصفها الباحثون بأنها استجابات تكيفية، تثير القلق بشأن التأثيرات طويلة المدى على الصحة العقلية والوظائف الإدراكية.

 

تم نشر نتائج الدراسة في مجلة Occupational and Environmental Medicine، التي أكدت أن العمل لساعات طويلة قد يُحدث تحولات عصبية تؤثر بشكل كبير على التركيز والذاكرة والمزاج العام. ورغم أن بعض هذه التغيرات قد تبدو إيجابية ظاهريًا، إلا أن الخبراء حذروا من أنها غالبًا ما تكون نتيجة لضغط مزمن يؤثر سلبًا على الأداء العقلي والنفسي بمرور الوقت.

 

الدراسة ناقشت أيضًا الاعتقاد السائد بأن العمل لساعات أطول يُعزز الإنتاجية، مؤكدة أن هذا التصور قد يكون خاطئًا. الإفراط في العمل لا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية بشكل مستدام، بل قد يضر بالتوازن الجسدي والعقلي، وهو ما يستوجب إعادة تقييم السياسات المهنية المتبعة في العديد من المؤسسات.

 

وخلص فريق البحث إلى ضرورة تبني نهج وقائي يضمن التوازن بين متطلبات العمل والحياة الشخصية، مؤكدين على أهمية توفير الدعم النفسي في بيئة العمل وتفعيل برامج التوعية حول الإجهاد المزمن وآثاره السلبية. كما دعا العلماء إلى التدخل المبكر للحد من تأثيرات هذا الضغط المتراكم على الدماغ.

 

من جانبه، أوضح المتخصصون في علم الأعصاب أن الوقاية والتدخل المبكر يمثلان خطوة أساسية للحفاظ على الأداء الذهني والقدرات المعرفية، خاصة أن تأثير الإجهاد لا يظهر دائمًا بشكل فوري، بل يتسلل تدريجيًا ليؤثر في جودة الحياة والقدرة على اتخاذ القرارات.