البحث
آلام الركبة تنتشر بين الشباب: السمنة والرياضة المكثفة أبرز الأسباب
  • نشر في 2025/09/09 الساعة 8:19 ص
  • نشر في صحة, منوعات
  • 72 مشاهدة

لم تعد مشكلات الركبة مرتبطة فقط بكبار السن، إذ أصبحت تتزايد بشكل ملحوظ بين الشباب في العقدين الثالث والرابع من العمر. ويعكس هذا التحول تغييرات كبيرة في أنماط الحياة الحديثة، حيث تشكل السمنة والرياضات عالية الشدة عاملين رئيسيين يهددان صحة مفصل الركبة، الذي يُعد من أكثر مفاصل الجسم عرضة للتآكل.

 

 

تشير البيانات الصحية إلى ارتفاع لافت في عمليات استبدال الركبة بنسبة وصلت إلى 240% لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عامًا خلال الفترة من عام 2000 حتى 2017. كما أظهرت دراسة متخصصة أن أكثر من نصف الأفراد في الثلاثينيات من العمر يعانون من مؤشرات مبكرة لتلف غضروف الركبة، مثل وجود عيوب صغيرة أو نمو زوائد عظمية، حتى في غياب الأعراض الواضحة.

 

 

وتُعد السمنة السبب الأبرز وراء هذه الظاهرة، حيث يُصنف أكثر من 40% من البالغين كبدناء. فالوزن الزائد يفرض ضغطًا هائلًا على مفاصل الركبة مع كل خطوة، مما يُسرع من تآكل الغضروف ويرفع خطر الإصابة بالتهاب المفاصل والفصال العظمي. ويحذر الأطباء من أن هذا التآكل المستمر قد يؤدي إلى آلام مزمنة، وقد ينتهي الأمر باستبدال المفصل في سن مبكرة.

 

 

إلى جانب ذلك، تسهم الرياضات عالية الشدة، خاصة في المدارس والجامعات، في تفاقم المشكلة. فالإصابات الشائعة مثل تمزق الأربطة أو تلف الغضروف قد تتم معالجتها مؤقتًا، إلا أن آثارها الطويلة الأمد تظل قائمة. وبما أن الغضروف لا يمتلك القدرة الكاملة على التجدد، فإن الأضرار تتراكم تدريجيًا، ما يفتح الطريق نحو الفصال العظمي وفقدان القدرة على الحركة.

 

 

ويؤكد الخبراء أن الوقاية ممكنة من خلال الحفاظ على وزن صحي، حيث إن خفض الوزن حتى بنسبة بسيطة يقلل بشكل كبير من الضغط الواقع على الركبة. كما يُوصى بممارسة تمارين تقوية العضلات المحيطة بالمفصل، مثل العضلة الرباعية وأوتار الفخذ، لدعمه وحمايته. أما بالنسبة للأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة جالسين، فيُنصح بإضافة ساعة يومية من النشاط البدني تتخللها فترات راحة للتمدد والحركة، إلى جانب ارتداء أحذية توفر دعماً جيداً للقدم.

 

 

في حال ظهور آلام الركبة، يشدد الأطباء على عدم تجاهلها، لأن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة. فالعلاج الطبيعي أو التدخل المبكر، مثل الجراحة التنظيرية، يمكن أن يحافظ على وظيفة المفصل ويمنع الوصول إلى مرحلة الاستبدال. ويؤكد المتخصصون أن التدخل في الوقت المناسب يُحدث فرقًا كبيرًا بين الاستمرار في حياة طبيعية نشطة أو الدخول في دوامة الآلام المزمنة والحاجة إلى عمليات جراحية معقدة.

 

 

إن هذه الظاهرة توضح أن آلام الركبة لم تعد مرتبطة بما يسمى “مرض الشيخوخة”، بل أصبحت انعكاسًا مباشرًا لتحديات أنماط الحياة الحديثة. فالجمع بين زيادة الوزن والنشاط البدني المكثف يمثل خطرًا متناميًا على صحة المفاصل لدى الشباب. ومع استمرار هذه الاتجاهات، يظل الوعي والوقاية السبيل الأقوى للحفاظ على سلامة الركبة وتجنب عواقبها المؤلمة.