البحث
دراسة… حقيقة استخدام واقي الشمس يومياً
  • نشر في 2025/07/25 الساعة 2:10 م
  • نشر في منوعات
  • 120 مشاهدة

في ذروة فصل الصيف، يتسابق كثير من المصطافين إلى شراء واقيات الشمس التي يُروّج لها على أنها توفر حماية مستمرة طوال اليوم من خلال استخدام واحد فقط، وذلك أملاً في تجنّب الحاجة إلى إعادة وضع المنتج عدة مرات خلال النهار. هذا الادعاء الذي يلقى رواجاً واسعاً بين المستهلكين، يُستخدم أيضاً لتبرير الأسعار المرتفعة التي تطرح بها هذه المنتجات مقارنةً بالواقيات التقليدية.

 

 

إلا أن هذا الادعاء أصبح محلّ شك واسع النطاق، بعد أن كشفت تحقيقات استقصائية عن مفارقة واضحة بين ما يُكتب بخط عريض على عبوات هذه المنتجات من وعود بالحماية طويلة الأمد، وما يُذكر بخط صغير في الإرشادات المصاحبة لها. فقد تبين أن جميع هذه المنتجات تتضمن تعليمات واضحة تطلب من المستخدم إعادة وضع الواقي بعد ممارسة السباحة، أو التعرّق، أو حتى بعد تجفيف الجسم بمنشفة، وهو ما يتناقض جذرياً مع فكرة “الاستخدام الواحد” التي تُروّج لها هذه الشركات.

 

وقد تم التأكيد من خلال التحقيق على أن فعالية واقيات الشمس تتأثر بشكل ملحوظ بعوامل الحياة اليومية مثل الاحتكاك الجسدي، والتعرّق، وملامسة الجلد لأسطح مختلفة، وهو ما يؤدي إلى تآكل طبقة الحماية الواقية بسرعة، ويجعل من الضروري إعادة استخدام المنتج على فترات منتظمة خلال اليوم لضمان فعاليته، خاصة عند التعرض المستمر لأشعة الشمس خلال ساعات طويلة.

 

وتم التشديد على أن الاعتماد الكامل على منتجات واقيات الشمس التي تزعم أنها توفر حماية تدوم طوال اليوم هو أمر غير آمن، بل ويُعتبر مضللاً إذا لم يُقرأ دليل الاستخدام بدقة. فقد لوحظ أن العديد من المستهلكين يكتفون بقراءة الشعارات الجذابة المطبوعة بخط واضح وكبير على العبوة، دون الالتفات إلى الإرشادات المهمة المكتوبة بخط أصغر، والتي توضّح شروط استخدام المنتج بفعالية.

 

 

كما تم التنبيه إلى أن كثيراً من الأشخاص لا يطبقون الكمية الصحيحة الموصى بها من الواقي الشمسي على الجلد، ما يؤدي إلى تغطية غير كافية لبعض المناطق، ويزيد من احتمالية تعرّضها لأضرار الأشعة فوق البنفسجية.

 

وأشارت التحقيقات إلى ضرورة التزام المستخدمين بتطبيق الواقي الشمسي بشكل متكرر، لا سيما كل ساعتين تقريباً أو بعد التعرّق أو ملامسة الماء أو حتى تنشيف الجلد، وعدم الانجرار خلف الإعلانات التسويقية التي تروّج لفكرة الحماية الكاملة باستخدام واحد فقط.

 

 

وقد كشفت هذه النتائج عن أهمية تشديد الرقابة على المواد الإعلانية التي ترافق المنتجات الصحية، خاصة تلك المتعلقة بمنتجات الوقاية من أشعة الشمس، إذ إن إساءة استخدام هذه المنتجات بناءً على معلومات مضللة قد تؤدي إلى أضرار صحية خطيرة مثل الحروق الجلدية، وتغيّر لون البشرة، وقد تصل في بعض الحالات إلى أمراض مزمنة تؤثر على صحة الجلد على المدى الطويل.

 

 

وتبرز من خلال هذه المعطيات الحاجة الملحة لرفع وعي المستهلكين بضرورة قراءة التعليمات التفصيلية على عبوات المنتجات بدلاً من الاكتفاء بالشعارات البارزة، والتعامل بحذر مع الرسائل الترويجية التي قد تعطي إحساساً زائفاً بالأمان، في حين أن الاستخدام الصحيح والمتكرر هو ما يضمن فعلاً حماية فعالة من مخاطر التعرض لأشعة الشمس.