قال القيادي في تحالف التفوق وعضو مجلس محافظة الأنبار، فيصل العيساوي، إن الوضع الإداري والخدمي في محافظة الأنبار يشهد أزمة حقيقية تتمثل في هيمنة حزبية واضحة، مشيراً إلى أن معظم دوائر الدولة أصبحت خاضعة لتوجيهات سياسية مباشرة، وهو ما ينعكس سلباً على الأداء العام في مختلف القطاعات.
وبيّن أن أغلب المشاريع الاستراتيجية التي تم تنفيذها في الأنبار كانت قبل عام 2014، وتحديداً خلال فترة حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، موضحاً أن تلك الفترة شهدت إطلاق مشاريع مهمة، بينما لم تُنفذ بعد ذلك أي مشاريع استراتيجية حقيقية في المحافظة. واصفاً المشاريع الحالية بأنها ترقيعية بنسبة كاملة، دون رؤية تنموية واضحة أو دعم ملموس للقطاع الصحي، مما أدى إلى تراجع كبير في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأشار إلى أن هناك جهات سياسية سيطرت على مؤسسات الدولة، محولّة إياها إلى ما يشبه المستعمرات الحزبية، مؤكداً أن الدوائر الحكومية لم تعد تمثل الدولة، بل باتت أدوات بيد حزب واحد، إلى حد أن دائرة الكهرباء لا تستطيع استبدال محولة دون موافقة سياسية.
وفي حديثه عن قطاع الطاقة، أوضح العيساوي أن هذا القطاع يعاني من سوء إدارة وضعف كفاءة، لافتاً إلى أن نسبة كبيرة من الطاقة الكهربائية تستهلك فقط في الإنارة، في وقت تعاني فيه مناطق صناعية مهمة، مثل الحي الصناعي في الفلوجة، من انقطاع في التيار يصل إلى 80%.
كما وجه انتقادات لاذعة لمحافظ الأنبار الأسبق محمد الحلبوسي، معتبراً أنه لم يحقق أي إنجاز يُذكر خلال فترة توليه منصب المحافظ، رغم توفر الإمكانات حينها، مضيفاً أن الإخفاقات الإدارية استمرت حتى بعد انتقاله إلى مناصب عليا.
ولم يغفل العيساوي جانب التوظيف السياسي للفتاوى الدينية، قائلاً إن الفتاوى التي تصدر في الأنبار أصبحت موجهة سياسياً، لا تستند إلى منطلقات دينية حقيقية، بل تأتي ضمن سياقات حزبية محسوبة.
كما أشار إلى أن وزير التربية هو الوحيد الذي يمتلك الجرأة الكافية لمواجهة الحزب المتنفذ في المحافظة، ويعمل باستقلالية نسبية مقارنة ببقية مسؤولي الدولة.
وفي ما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي المقبل، توقع العيساوي تراجعاً كبيراً في شعبية حزب الحلبوسي داخل الأنبار، مرجحاً ألا يحصل على أكثر من 8 مقاعد في الانتخابات المقبلة، ما يعكس تغيراً في المزاج العام واتجاهاً نحو محاسبة الأداء السياسي.
المصدر: Iraq Zone | عراق زون