البحث
“لابوبو”.. دمية مستوحاة من شيطان في العراق
  • نشر في 2025/07/27 الساعة 9:55 ص
  • نشر في منوعات
  • 287 مشاهدة

أكد الخبير الآثاري عامر عبد الرزاق، أن لعبة “لابوبو” الشهيرة عالميًا تعود بجذورها إلى الحضارة العراقية القديمة، مشيرًا إلى أن فكرتها مستوحاة من تمثال “بازوزو”، المعروف باسم “تمثال الشيطان” في العراق القديم.

 

وأوضح عبد الرزاق، في تصريح  أن “الابتسامة التي تميز شخصية لابوبو الحالية تشبه إلى حد كبير الابتسامة التي يظهر بها تمثال بازوزو، وهذا التشابه ليس محض صدفة، بل يعكس تقاربًا متعمدًا في التصميم”، مضيفًا أن “بازوزو كان يُعد رمزًا للشر المطلق في المعتقدات العراقية القديمة، وكان يُستخدم في تمثيل أو توصيف كل ما يرفضه المجتمع ويعتبره خارجًا عن المألوف”.

 

ودعا الخبير الآثاري إلى ضرورة “توخي الحذر عند التعامل مع لعبة لابوبو”، مشددًا: “نحن لا نوصي باستخدامها، لكونها تستند إلى فكرة ذات دلالة شيطانية، كما أننا لا نعلم على وجه الدقة المغزى الحقيقي من انتشارها الواسع واستخدامها المكثف في الوقت الحالي”.

 

وأشار عبد الرزاق إلى أن “العديد من الرموز والأفكار المنتشرة حول العالم، سواء كانت دمى أو ألعابًا أو حتى رموزًا فنية، تستمد أصلها من مفاهيم تعود إلى الحضارة السومرية القديمة، التي تُعد من أغنى الحضارات البشرية من حيث الرموز والأساطير والأفكار الرمزية”.

 

وفي وقت سابق، وتحديدًا قبل نحو أسبوعين، أطلقت السلطات التجارية في إقليم كوردستان حملة واسعة لمصادرة دمية “لابوبو” بعد انتشارها السريع بين فئة الشباب والفتيات، حيث أعلنت ضبط أكثر من 4000 قطعة خلال يومين فقط، مشيرة إلى أن سبب الحظر يعود إلى ما وُصف بتأثير اللعبة السلبي على سلوك الأطفال، مع التهديد باتخاذ إجراءات قانونية بحق المخالفين.

 

وقد تحوّلت دمية “لابوبو” خلال فترة زمنية قصيرة من مجرد دمية قطنية ذات شكل غير مألوف إلى ظاهرة اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، إذ تجمع بين المظهر الظريف والملامح المخيفة، بعيون واسعة وابتسامة غريبة وجسد قصير.

 

يُشار إلى أن شخصية “لابوبو” تم ابتكارها عام 2015 على يد الفنان الصيني كاسينغ لونغ، ضمن مجموعة شخصيات خيالية تُعرف بسلسلة “الوحوش الصغيرة” المستوحاة من الأساطير الإسكندنافية. وتضم هذه المجموعة شخصيات مثل: زيمومو، وتيكوكو، وسبوكي، وباتو، و”لابوبو”، وتتميّز كل شخصية منها بسمات وملامح فريدة ومميزة.

 

وبمرور الوقت، تطورت دمى “لابوبو” من مجرد تماثيل فنية صغيرة إلى ميداليات تُستخدم في تزيين حقائب اليد النسائية، إلا أن شهرتها بقيت محدودة إلى حد ما.

 

 

لكن في عام 2024، حققت “لابوبو” شهرة عالمية واسعة، بعدما ظهرت في صور نشرتها نجمات عالميات بارزات مثل دوا ليبا، وريهانا، ونجمة الكيبوب “ليسا” من فرقة بلاكبينك، وهن يحملن هذه الدمى، ما ساهم في انتشارها بشكل غير مسبوق حول العالم.