البحث
علاج ثوري لفقدان السمع بالخلايا الجذعية في تجربة سريرية هي الأولى من نوعها عالميًا
  • نشر في 2025/07/31 الساعة 3:46 م
  • نشر في منوعات
  • 154 مشاهدة

بدأ علماء بريطانيون تجربة سريرية جديدة تهدف إلى علاج فقدان السمع بشكل جذري، باستخدام الخلايا الجذعية، في خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، وتمثل نقلة نوعية في مجال طب الأذن والأعصاب.

 

 

ويعتمد هذا العلاج المبتكر على حقن خلايا جذعية مزروعة مخبريًا داخل الأذن المتضررة، بهدف تحفيز نمو خلايا عصبية سمعية جديدة، تحل محل الخلايا التالفة التي فقدت وظيفتها نتيجة الشيخوخة أو العوامل الوراثية أو العدوى.

 

 

وتأتي هذه الخطوة بعد نجاح التجارب التي أُجريت على الحيوانات، والتي أظهرت أن العلاج لا يحافظ فقط على القدرة السمعية بل يعمل على تحسينها بفعالية ملحوظة. وقد حصلت شركة Rinri Therapeutics، التابعة لجامعة شيفيلد البريطانية، على موافقة رسمية للبدء بتجربة العلاج على 20 مريضًا يعانون من فقدان سمع شديد، بهدف التحقق من فاعلية النتائج على البشر.

 

 

وأوضح فريق البحث أن العلاجات التقليدية، مثل زرع قوقعة الأذن، تُستخدم حاليًا لتعويض الخلايا الحسية المتضررة، إلا أنها تظل باهظة الثمن ومخصصة للحالات الشديدة فقط. في المقابل، العلاج بالخلايا الجذعية يقوم على استخدام خلايا سلفية عصبية أذنية، قريبة جدًا من شكل الخلايا العصبية السمعية الناضجة. وعند حقنها داخل الأذن، يُتوقع أن تنمو وتتحول إلى خلايا سمعية قادرة على نقل الإشارات الصوتية إلى الدماغ، ما قد يُعيد حاسة السمع إلى طبيعتها.

 

 

وسيتم حقن الخلايا الجذعية أثناء عملية زراعة قوقعة تقليدية تحت التخدير العام، مع بحث مستقبلي لإيجاد طرق غير جراحية للحقن. وأكد الدكتور دوغ هارتلي، كبير المسؤولين الطبيين في الشركة، أن هذه الخلايا الجذعية مبرمجة لتتحول إلى خلايا سمعية عصبية فقط، ولم تُسجل حتى الآن أي حالات تحوّل سرطاني في التجارب الجارية.

 

 

ومن المنتظر صدور النتائج الأولية للتجربة في عام 2027، مع آمال كبيرة بأن يُطبق العلاج مستقبلًا على مرضى يعانون من فقدان سمع خفيف إلى متوسط، لا يتطلب زرع قوقعة.

 

 

رغم هذه الآمال، يحذّر بعض الخبراء من تحديات محتملة. إذ يشير البروفيسور نيش ميهتا، استشاري جراحة الأذن والأنف والحنجرة، إلى أن الحقن قد يضر بالخلايا السمعية السليمة المتبقية، مما قد يؤدي إلى تدهور السمع بدلًا من تحسينه. كما أن هناك صعوبة في تحديد ما إذا كان سبب فقدان السمع ناتجًا عن تلف في الأعصاب أو في خلايا الشعر الحسية، مما يُعقّد نجاح العلاج في بعض الحالات.

 

 

ومع استمرار الأبحاث، يترقب المجتمع العلمي والطبي مستقبل هذه التقنية الواعدة، التي قد تُحدث ثورة في حياة الآلاف من المصابين بفقدان السمع حول العالم، متجاوزة الحاجة إلى الأجهزة المساعدة والتدخلات الجراحية التقليدية.