شهدت محافظة كربلاء هذا العام انخفاضاً كبيراً في إنتاج العسل وصل إلى 50% مقارنة بالعام الماضي، بسبب الظروف المناخية القاسية وقلة المياه، الأمر الذي أثّر بشكل مباشر على عمل النحالين والإنتاجية بشكل عام.

هذا الموسم كان من أصعب المواسم التي مر بها مربو النحل في العراق، حيث تراجع الإنتاج بشكل ملحوظ وارتفعت نسب هلاك خلايا النحل لتتراوح بين 30% إلى 40%، ما انعكس سلباً على كميات العسل المنتجة، ودفع عدداً من المربين والهواة إلى ترك هذه المهنة الحيوية.

ويُعزى التراجع إلى التغيرات المناخية الحادة وشح المياه، ما اضطر النحالين إلى تأمين المياه للمناحل عبر صهاريج خاصة، في محاولة للتخفيف من آثار الجفاف. وقد أدى ذلك إلى تراجع الإنتاجية بشكل عام وأضعف استمرارية الكثيرين في هذا القطاع.

ويمثل النحل عنصراً أساسياً في تعزيز التلقيح الخلطي وضمان استمرار المنتجات الزراعية، وبالتالي فإن انخفاض أعداد النحل يهدد بانتكاسة طويلة الأمد للقطاع الزراعي في البلاد.

ولمواجهة هذه التحديات، تبرز الحاجة إلى خطة وطنية تمتد لخمس سنوات على الأقل، تتضمن حلولاً واقعية لمشكلات المياه والمناخ، مع تحديد أصناف من الأشجار الرحيقية الملائمة للزراعة، والعمل على إكثار أنواع من النحل قادرة على التكيف مع الظروف البيئية القاسية، بما يسهم في إنقاذ قطاع تربية النحل ودعمه.