البحث
الإجهاد المزمن يؤثر على القلب على المستوى الخلوي ويزيد خطر الأمراض القلبية
  • نشر في 2025/09/08 الساعة 1:51 م
  • نشر في منوعات
  • 62 مشاهدة

كشف فريق من العلماء في جامعة كاليفورنيا في ديفيس أن تأثير الإجهاد لا يقتصر على الدماغ فقط، بل يمتد ليشمل القلب على المستوى الخلوي، مما يساهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Molecular and Cellular Cardiology أن الضغوط البيئية والاجتماعية مثل الضوضاء والازدحام واضطرابات النوم تسرّع تطور الأمراض القلبية عبر التأثير على العمليات الالتهابية في القلب، حيث تبيّن أن عشرة أيام فقط من التعرض للإجهاد الحاد كافية لإحداث التهاب وتغيير في وظيفة القلب لدى الحيوانات التجريبية.

 

 

 

وشرح الباحثون أن الآلية تتمثل في تنشيط مجمعات بروتينية متعددة تُعرف باسم NLRP3، والتي تستجيب للإجهاد الخلوي وتعمل على تعزيز الالتهاب عن طريق إطلاق جزيئات تتلف أنسجة القلب، مسببة خللاً في التنسيق بين خلاياه. وأوضحت البروفيسورة بادميني سيريش، المشاركة في الدراسة، أن هذه النتائج تمثل أول دليل مباشر على أن عوامل الإجهاد المرتبطة بالحياة في المدن الكبرى تُطلق هذه العملية مباشرة في خلايا القلب، مسببة الالتهاب وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

 

 

وأكد العلماء أن الإجهاد لا يسرّع العمليات الالتهابية فحسب، بل يعطل أيضاً تنسيق عمل خلايا القلب بشكل دقيق، وبيّن التحليل الجزيئي كيف يؤدي تنشيط التهابات NLRP3 إلى تلف أنسجة القلب، وهو ما يفسر سبب شيوع الأمراض القلبية لدى الأشخاص الذين يتعرضون للإجهاد المزمن حتى في غياب أعراض واضحة.

 

 

 

وأشار الباحثون إلى أن أفضل وسيلة لحماية القلب هي تقليل التعرض للإجهاد عبر تبني نمط حياة صحي، على الرغم من صعوبة تحقيق ذلك في البيئات الصاخبة والمزدحمة. وأوضحت سيريش أن الهدف في هذه الحالة ليس القضاء التام على الإجهاد، بل تقليل أثره الضار على القلب والمحافظة على صحته على المدى الطويل.