كشفت دراسة يابانية حديثة أن نباتات طحلبية صغيرة يمكنها تحمل الظروف القاسية للفضاء الخارجي، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام استصلاح الكواكب الأخرى وتعزيز جهود استعمار الفضاء.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة iScience العلمية، أن جراثيم نبات “الفيزكوميتريلا باتنس” (Physcomitrella patents)، المعروف بالطحلب المنتشر، تمكنت من البقاء حية لمدة تسعة أشهر كاملة في الفضاء الخارجي. وخلال التجربة التي أشرف عليها فريق من جامعة هوكايدو اليابانية، تم تثبيت عينات من جراثيم الطحلب، وهي خلايا تكاثرية دقيقة تعمل مثل البذور في النباتات الأعلى لكنها تختلف عنها في التركيب والطريقة، على السطح الخارجي لمحطة الفضاء الدولية، حيث تعرضت بشكل مباشر للإشعاع الكوني والظروف المتطرفة. وبعد عودتها إلى الأرض، أظهرت الجراثيم معدلات إنبات مرتفعة تجاوزت 86%، رغم تعرضها لمستويات إشعاع عالية.
وأكد الدكتور توموميتشي فوجيتا، رئيس الفريق البحثي، أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو تطوير أنظمة دعم الحياة المستدامة في الفضاء، مشيرًا إلى أن الطحالب يمكن أن تسهم في توليد الأكسجين والتحكم بالرطوبة وحتى تشكيل التربة.
ويُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يثبت فيها الطحلب قدرته على تحمل الظروف القاسية، حيث سبق أن أظهرت أنواع أخرى منه القدرة على النمو في بيئات مشابهة للمريخ، لكن الباحثين يحذرون من أن الطريق لا يزال طويلاً أمام تحقيق الهدف النهائي.
وعلقت الدكتورة أغاتا زوبانسكا من معهد سيتي قائلة: “القدرة على البقاء على قيد الحياة خطوة أولى مهمة، لكن القيمة الحقيقية تتحقق فقط إذا تمكنت هذه النباتات من النمو والازدهار بشكل فعال في البيئات الفضائية”.
ويأمل العلماء أن تمهد هذه التجارب الطريق لإنشاء أنظمة بيئية أساسية خارج نطاق الأرض، على الرغم من وجود العديد من التساؤلات حول كيفية نمو النباتات تحت ظروف الجاذبية والغلاف الجوي المختلفة على الكواكب الأخرى.
المصدر: Iraq Zone | عراق زون