أعلنت شركة Cosmo Pharmaceuticals عن نتائج بارزة لدواء تجريبي جديد يُتوقّع أن يشكّل أول علاج مبتكر للصلع النمطي الذكوري منذ ما يقارب ثلاثة عقود. وجاء هذا التطور بعد سلسلة من التجارب السريرية المتقدمة التي أجريت على العقار المعروف باسم “كلاسكوتيرون” (clascoterone).

البيانات الصادرة كشفت أن الدواء قدّم فاعلية كبيرة خلال مرحلتين من الاختبارات السريرية في المرحلة الثالثة، شارك فيها نحو 1500 رجل يعانون من تساقط الشعر الوراثي. ويُعدّ الصلع النمطي الذكوري حالة ترتبط في الأساس بعوامل وراثية تجعل بصيلات الشعر شديدة الحساسية تجاه الهرمونات الذكورية أو الأندروجينات، خصوصاً هرمون ديهيدروتستوستيرون (DHT) الذي يؤدي ارتفاعه إلى إضعاف البصيلات لدى الأشخاص المهيئين وراثياً.

ووفقاً للنتائج المنشورة، فقد أظهر المشاركون الذين استخدموا العلاج الجديد تحسناً ملحوظاً في نمو الشعر، حيث سجّلت إحدى التجارب زيادة في الكثافة الشعرية بنسبة 539% مقارنة بالعلاج الوهمي، بينما سجّلت التجربة الأخرى نسبة تحسن بلغت 168%. ويُستخدم العقار على شكل علاج موضعي يُطبّق مباشرة على فروة الرأس، ويعمل من خلال منع تأثير الهرمونات الذكورية على بصيلات الشعر كونه ينتمي إلى فئة مثبطات مستقبلات الأندروجين. وأوضحت الشركة أن الدواء لا يتم امتصاصه جهازياً داخل الجسم، مما قد يحد من احتمالات ظهور آثار جانبية مقارنة ببعض العلاجات المتوفرة حالياً.

تأتي أهمية هذا الإنجاز في ظل تقديرات تشير إلى أن نحو 50% من الرجال يواجهون درجات مختلفة من الصلع النمطي عند بلوغ سن الخمسين. فرغم توفر خيارات علاجية معروفة مثل المينوكسيديل—المكوّن الفعّال في دواء روجين—وعقار الفيناسترايد، إلا أن فعاليتها تختلف من شخص لآخر، إضافة إلى احتمال ظهور آثار جانبية لدى البعض، فضلاً عن أن عمليات زراعة الشعر ما تزال مرتفعة التكلفة ولا تناسب الجميع.

ومن المقرر أن تستكمل الشركة دراسة متابعة للسلامة لمدة 12 شهراً تنتهي بحلول ربيع عام 2026، لتقدّم بعدها طلب الموافقة الرسمي إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) والجهات التنظيمية الصحية في أوروبا. ويُشار إلى أن عقار “كلاسكوتيرون” كان قد حصل مسبقاً عام 2020 على موافقة لعلاج حب الشباب، وهو عامل قد يسهم في تسريع عملية تقييمه ضمن ملف علاج الصلع الوراثي.

وفي تصريح رسمي، أكد جيوفاني دي نابولي، الرئيس التنفيذي لشركة Cosmo Pharmaceuticals، أن البيانات التي أظهرتها التجارب السريرية تثبت إمكانية تقديم خيار علاجي محسّن وفعّال للمرضى الذين يعانون من الصلع النمطي. وفي حال نيله الموافقة الرسمية، فمن المتوقع أن يصبح “كلاسكوتيرون” أول دواء جديد بالكامل لعلاج الصلع النمطي منذ عقود، ما قد يفتح باباً جديداً أمام الملايين حول العالم ممن يبحثون عن علاج فعّال ودائم.