تتواصل فعاليات “رمضان بصراوي” التي تم الإعلان عن افتتاحها من قبل الحكومة المحلية بمدينة البصرة بأقصى الجنوب العراقي، من على متن السفينة “لوغوس هوب” وتتضمن فعاليات ونشاطات ثقافية وترفيهية، من أبرزها معرض عائم للكتاب، في السفينة الراسية على شط العرب، والتي تعتبر أكبر مكتبة عائمة بالعالم.
فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية أن “آمرية حدود السواحل في قيادة قوات شرطة الحدود بتأمين الحماية للسفينة الدولية لوغوس هوب (أكبر معرض عائم للكتاب)، منذ دخولها المياه الإقليمية وحتى ميناء أبو فلوس في محافظة البصرة”. وسفينة لوغوس هوب هي مكتبة متنقلة تزور العديد من الدول، بهدف إدخال نوعية جديدة من الكتب، وعلى متنها تقام فعاليات وأمسيات شعرية وثقافية ومعرض تشكيلي فضلا عن معرض الكتاب.
ليالي شط العرب في رمضان
وتعيش المدينة العراقية التي كانت ميدانا لبطولة خليجي 25 قبل أسابيع قليلة، أجواء رمضانية وروحانية مميزة في ظل انطلاق “رمضان بصراوي” في منطقة الكورنيش، التي هي واجهة البصرة البحرية، حيث علاوة على فتح المكتبة العائمة أبوابها أمام القراء والزوار، تنظم في قبالتها على شط العرب فعاليات عديدة ثقافية وتراثية وترفيهية، ويفتتح متحفا البصرة الحضاري والتاريخ الطبيعي أبوابهما كل مساء أمام الزوار، كما افتتح معرض للزهور.
ما بعد خليجي 25
يقول الناشط الحقوقي العراقي مسلم العبودي، والذي يدير إحدى منظمات المجتمع المدني البصرية :
تعيش مدينة البصرة بعد بطولة خليجي 25 انفتاحا وتطورا كبيرا، ينعكس على مختلف مناحي الحياة وأوجه النشاط الثقافي والفني والرياضي والسياحي فيها، ولهذا فالبصرة والعراق ككل تحاول نفض غبار نحو عقدين من عدم الاستقرار وتوالي الأزمات من الحرب الطائفية لحرب داعش ومظاهرات تشرين الشعبية، وصولا للأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، والتي كلها مثلت عوامل أسهمت في حرمان العراقيين من الأمن والرفاه والاستقرار وعرقلة الحركة الثقافية والتنمية المدنية بالبلاد.
وهكذا فنحن على أعتاب مرحلة نهضة ثقافية وعصرية في العراق بما يعكس الدور التاريخي لبلاد الرافدين كمهد للحضارات، والبصرة تلعب دورا محوريا في هذا السياق، حيث تنتعش فيها الآن من جديد الشوارع الثقافية وأبرزها شارع الثقافة والكتاب، شارع الفراهيدي، وتدب الحياة في الحراك المدني والمعرفي فيها، خاصة مع إقبال أشقائنا من بلدان الخليج العربي على زيارتها، وما يولده ذلك من تفعيل أواصر التبادل مع تلك البلدان وشعوبها، وهو ما ينعكس إيجابا على دور البصرة عراقيا وخليجيا وعربيا.
ولهذا تأتي فعاليات رمضان بصراوي التي أطلقتها السلطات المحلية في البصرة، تكريسا لهذا المنحى، والذي تتخلله نشاطات وأمسيات ثقافية وفنية وترفيهية وسياحية عديدة ومتنوعة، ستستمر طيلة شهر رمضان.
ومن أبرز الفعاليات رسو المكتبة العائمة العالمية الشهيرة لوغوس هوب، والتي ستستقبل زوارها ومحبي القراءة والكتب طيلة أسبوعين، فيما تنظم الفعاليات على الأرض في منطقة القصور الرئاسية من خلال متاحف البصرة ومعرض الزهور، وهكذا فكورنيش شط العرب البصري يشهد حراكا ثقافيا وترفيهيا جميلا ومعبرا طيلة رمضان، وفي ظل أجواء ربيعية لطيفة.
الكلمات الدلالية: