ضجّت منصات التواصل الاجتماعي في العراق بعبارات الغضب والاستياء، إثر تداول صورة صادمة توثق تحول جامع “مرجان” الأثري إلى مكب للنفايات، إذ يعود تاريخ بناء الجامع إلى العصر العباسي.
وتداول رواد المنصات صورة تظهر انتشار النفايات في محيط بوابة جامع مرجان الأثري، وقد غطت المياه الآسنة والأوساخ المدخل والباحات الخارجية فيه.
وأثار المشهد الصادم موجة غضب بين مدونين وناشطين من استمرار إهمال السلطات للمعالم الأثرية والتاريخية، وعدم إخضاعها لرقابة وزارة الثقافة والسياحة أو إجراء صيانة دورية لتلك المعالم التي يعود عمرها لمئات السنين.
ورأى مدونون أن تجاهل السلطات وإهمالها للمعالم الأثرية تعمّد واضح لطمس هوية بغداد التاريخية والإضرار بتلك الآثار، وسط انتقاد لعدم تحويل المباني الأثرية إلى معالم سياحية.
وقال الإعلامي محمد الكبيسي عبر حسابه في تويتر “جامع مرجان في بغداد يعود للفترة العباسية عام 1356م مهدد بالزوال بسبب المياه الآسنة والإهمال. تاريخ وتحفة معمارية بدلًا من الاعتناء به تهمله الجهات المسؤولة عنه. (لقد) أصبح مكبًّا للنفايات وفي أي لحظة (يمكن أن) تنهار أجزاء منه مع الأسف”.
وعلق المغرد عمار علي قائلا “لا أعتقد أن الأمر مجرد إهمال، إنما التعمد هو التفسير الوحيد لما يحدث من عمليات تدمير لإرث العراق وحضاراته”.
من جهتها، قالت هيئة الآثار والتراث العراقية -في بيان- إن وزير الثقافة والسياحة أحمد فكاك البدراني وجّه الوقف السنّي في العراق بإزالة المخلفات والنفايات المحيطة بجامع مرجان الأثري.
وذكرت الهيئة في بيانها أن التوجيه الحكومي تضمّن الاتفاق مع الوقف السنّي لصيانة الجامع وفقا للمواصفات الفنية والتراثية والأثرية، كونه معلمًا من معالم بغداد المهمة بهدف المحافظة عليه وحمايته من الاندثار والضياع.
ويقع جامع مرجان في شارع الرشيد وسط بغداد، ويعود تاريخ بناؤه إلى العصر العباسي إذ شيد على طراز العمارة الإسلامي الذي كان سائدًا في تلك الحقبة.
ويعد جامع مرجان معلما دينيا وعلميا مهما لاحتوائه على مدرسة داخل أروقته، بالإضافة إلى وجود أضرحة عدد من الشيوخ الذين درسوا في المدرسة المرجانية.
الكلمات الدلالية: