البحث
كي وي كوان يفوز بكل شيء دفعة واحدة بعد سنوات من النسيان
  • تاريخ النشر: 04 مارس 2023 | الساعة: 08:34 صباحًا
  • نشر في منوعات
  • 143 مشاهدة

“كل شيء.. في كل مكان.. دفعة واحدة” (Everything Everywhere All at Onc) فيلم صدر عام 2022 وحقق نجاحا هائلا، وتم ترشيحه لـ 11 جائزة أوسكار.

ودعا موقع “جي كيو” (GQ) لمشاهدته “لأنه دراما عائلية مليئة بالحيوية، لكنها متنكرة في شكل خيال علمي يفيض بالإثارة التى تجعلك تنبض بالحماسة، فتضحك وتصرخ وتفكر وتبكي في مشهد واحد”.

لكن الأهم أنك بحاجة لمشاهدة فيلم يحصد الجوائز بلا توقف منذ عرضه في دور السينما، لأن بطله “كي وي كوان” لم يعد مألوفا على الإطلاق.

كي وي كوان

كان طفلا محظوظا يبلغ من العمر 12 عاما، جاء إلى الولايات المتحدة عام 1979 كلاجئ من أصل صيني وُلد في فيتنام، واستقر مع والديه و8 أشقاء بالقرب من وسط مدينة لوس أنجلوس.

لم يبحث أبدا عن الشهرة، لكن لم يخطر بباله أن الشهرة هي التي كانت تبحث عنه، حتى وجدته في اختبار أداء تمثيلي، تفوق فيه على 6 آلاف طفل، وانتهى بفوزه بدور حَوّله إلى أحد نجوم هوليود الأطفال في الثمانينيات، بعد 4 سنوات فقط من قدومه إلى أميركا.

اختاره المخرج ستيفن سبيلبرغ عام 1984 ليلعب دور صبي صيني يتيم، أمام النجم هاريسون فورد، في فيلم “إنديانا جونز ومعبد الموت” (Indiana Jones and the Temple of Doom) الحائز على جائزة أوسكار، ثم ما لبث أن شارك في بطولة فيلم “الحمقى” (The Goonies) سابع أعلى فيلم أميركي ربحا لعام 1985.

لكن المفاجأة أن هاتف الممثل الأميركي الصيني “كي وي كوان” (Ke Huy Quan) قد توقف عن الرنين، وظل خارج نطاق تغطية هوليود، لأكثر من 30 عاما، باستثناء مشاركات خاطفة جدا، ومتباعدة بشكل ملحوظ.

وبعد فترة طويلة من جفاف العمل المهني، ومع تقدمه في السن، واجه كوان الواقع القاسي المتمثل في شُح فرص الآسيويين في هوليود، بدفن أحلامه التمثيلية في الجليد، واختار متابعة الحياة خلف الكاميرا حيث ساعد في تصميم مشاهد القتال في عدد قليل من أفلام الحركة في هونغ كونغ.

وفجأة، وقبل أن يُفلس تماما ويُسلّم بانتهاء مسيرته التمثيلية، قرر المحاولة مرة أخرى، بعد أن واتته الفرصة ليلعب دور ممثل مساعد في هذا الفيلم الجديد.

الجوائز تجمع بين التلميذ والأستاذ

هكذا، فُردت السجادة الحمراء أمام كوان، ليتسلم جائزة “غولدن غلوب” (Golden Globes) في أشد لحظات عمره عاطفية، إذ اجتمع شمله مرة أخرى مع سبيلبرغ الفائز بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه الأخير، في نفس الاحتفالية بعد ما يقرب من 40 عاما، من اكتشافه له، وقال “هكذا أتمكن من النظر إلى سبيلبرغ في عينيه، وأشكره على كل ما فعله من أجلي. أتمنى أن أجعلك فخورا الليلة” ليرد عليه المخرج قائلا “لقد جعلتني فخورا، عندما كان عمرك 12 عاما”.

ثم حاز جائزة “نقابة ممثلي الشاشة” (SAG) ليكون أول ممثل آسيوي يفوز في فئة الممثل المساعد في تاريخها، وذلك بعد ترشيحه لجائزة “الأكاديمية البريطانية” (BAFTA) في دورتها الـ 76.

وبدا كوان في أحدث أفلامه “وكأنه صب 25 عاما من العاطفة المكبوتة في أدائه، بعد أن حقق أعز أحلامه أخيرا” وقال لمذيعة قناة “سي بي إس نيوز” (CBSnews) تراسي سميث، معلقا على ترشيحه لجائزة الأوسكار “لم أفكر مطلقا في حياتي، أن كلمة أوسكار سترتبط باسمي، لكن الحياة مليئة بالصعود والهبوط، ولن تعرف المذاق الحلو حتى تتذوق المرارة”.

لم يكن أول الغائبين لكنه أغرب العائدين

كوان الذي كان مفلسا لدرجة أنه فقد تأمينه الطبي، قبل عرض فيلم “كل شيء.. في كل مكان.. دفعة واحدة” الذي وجد فيه الدور الذي طالما انتظره، وحقق نجاحا أذهله، وفتح له باب الترشح لجميع الجوائز الكبرى على مصراعيه.

قال في مقابلة تلفزيونية إن الوقوف أمام الكاميرا لأول مرة بعد هذه السنوات جعله يشعر بأنه على قيد الحياة، وأضاف “اعتقدت أن الجميع قد نسوني، لكن منذ ظهور الفيلم، كان هناك الكثير من الإيجابية واللطف” وفقا ما ذكرته صحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية.

كما قال لمجلة “دبليو” (W) “لقد نشأت في أسرة صينية تقليدية للغاية، لذلك تعودت الحفاظ على الكثير من مشاعري في الداخل، لكنني بكيت الأشهر الستة الماضية أكثر مما بكيت في العشرين سنة الماضية. فسماع كل هذه التعليقات الرائعة من الناس، حول مدى افتقادهم لي على الشاشة، جعلني عاطفيا للغاية”.

لم يكن كوان أول ولا أشهر الغائبين العائدين، فقد سبقه طابور من نجوم هوليود الذين عادوا من غياهب النسيان.

لائحة اتهام لخيال هوليود

في مقدمة من غابوا عن هوليود سنوات ثم عادوا: مارلون براندو، وينونا رايدر، مايكل كيتون، جون ترافولتا، ماثيو ماكنوي، إيدي ميرفي، وصولا إلى النجمة الأميركية جنيفر كوليدج، التي شاركت كوان حفل توزيع جوائز غولدن غلوب، لاستلام جائزتها عن دورها الكوميدي في مسلسل ” اللوتس الأبيض” (The White Lotus) 2021- 2023، ولسان حالهم يقول “مهما غبنا، يمكننا دائما العودة إلى القمة” على حد قول أليس فيشر، في صحيفة غارديان.

“لكن قصص عودة النجوم بعد الغياب لن تكتمل دون أن يصبح كوان فائزا بجائزة الأوسكار، عن أول دور له منذ قرابة 4 عقود، فكم هو مثير للغضب أن موهبته ظلت على مقاعد البدلاء، طوال هذه السنوات ” كما تقول الناقدة ريبيكا صن.

وهذا ما اعتبره النقاد “لائحة اتهام لخيال هوليود وإبداعها، عندما تتأخر كثيرا في منح أحد النجوم الفرصة لإظهار ما يمكنه فعله بموهبته”.

مشاركة
الكلمات الدلالية: