في عام 1873 زُرعت شجرة البانيان القادمة من شبه القارة الهندية في مدينة لاهاينا الساحلية، التي كانت مركزا حيويا لمملكة هاواي السابقة، ومازالت تقف بشموخ تقاوم حرائق الغابات الأخيرة.
وذكرت صحيفة “لوس أنجلس تايمز” أن هذه الشجرة، التي يمتد عمرها لنحو 150 عاما، ربما تواجه الآن أيامها الأخيرة، بعد أن اجتاحت سلسلة من حرائق الغابات جزيرة ماوي، وهي ثاني أكبر جزيرة في ولاية هاواي الأمريكية، وقد خلفت عشرات القتلى، وأتت على كثير من أجزاء الجزيرة، خاصة مدينة لاهاينا.
ولا تزال شجرة البانيان، التي تُعرف أيضا باسم شجرة التين البنغالي، تقف في صلابة وشموخ، صامدة أمام كتل اللهب الحارقة، بينما تراكم الرماد على أفرعها ذات العقد الكثيرة وجذوعها العديدة.
غير أن الخبراء يشعرون بالقلق، من أن الحرارة المرتفعة الناتجة عن الحرائق المدمرة، يمكن أن تضع نهاية لهذه الشجرة المعمرة، حيث إنها ليست من النباتات المحلية، وبالتالي لا تتمتع بأية مزايا طبيعية تحميها من النيران.
وتقول كيمبرتي فلووك، نائبة مدير مؤسسة إعادة ترميم لاهاينا، المعنية بالحفاظ على تاريخ المدينة، إنه في ظل وجود فرع أو فرعين قابلين للحياة من الجذع الرئيسي حال عدم احتراقهما بشكل بالغ فإن نظام جذور الشجرة الهوائي يمكن أن يعزز النمو مرة أخرى.
ويشير الخبير جي.بي فرايداي، وهو خبير في الغابات بجامعة هاواي إلى احتمال نجاة شجرة البانيان، ويقول: “قد تعيش وتتنبت مرة أخرى من الجذور”، ومع ذلك، يوضح أن هذه العملية يمكن أن تستغرق عقودا لتنمو وتصبح شجرة كبيرة، وبضيف “يبدو أن الحريق كان شديدا حقيقة”.
ويعزا سبب اندلاع الحرائق، إلى تزايد المساحات المنزرعة بالحشائش غير المحلية الأصل في الجزر، إضافة إلى تراجع إدارة الأراضي مع تراجع قطاع الزراعة، وهو ما أتاح مزيدا من الوقود لاندلاع الحرائق، إلى جانب حدوث تغيرات مناخية قاسية في الجزر، نجمت عن ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض، مما أدى إلى تفاقم المشكلة.
الكلمات الدلالية: