حذر خبراء أميركيون من تهديد جديد قد يشكله فيروس إنفلونزا الطيور، الذي قد يتطور إلى جائحة في المستقبلـ جاء هذا التحذير وسط تطورات ملحوظة للفيروس، خاصة بعد انتشاره بين الأبقار وإصابة بعض البشر في الولايات المتحدة، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تم تسجيل 58 حالة إصابة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة خلال العام الجاري.
ورغم عدم وجود مؤشرات مؤكدة على انتقال المرض بين البشر حاليًا، إلا أن السلطات الصحية الأميركية تقيّم المخاطر على الصحة العامة بأنها “منخفضة”، من جهتها دعت منظمة الصحة العالمية إلى التأهب، مشددة على أهمية تعزيز الإجراءات الوقائية، بما في ذلك تشديد المراقبة وتوفير معدات الحماية للعاملين المعرضين للإصابة، والتأكد من تبادل المعلومات حول آخر مستجدات انتشار المرض.
الفيروس “إتش5 إن1” (H5N1) يواجه عدة عقبات تمنع انتشاره بسهولة بين البشر، أهمها ضرورة حدوث طفرة وراثية لتمكينه من إصابة الرئتين بشكل أكثر فعالية، ومع ذلك أشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “ساينس” إلى أن سلالة إنفلونزا الطيور المنتشرة بين الأبقار الأميركية أصبحت على بعد طفرة واحدة فقط من أن تصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر.
منذ ظهوره الأول في الصين عام 1996، شهد فيروس إنفلونزا الطيور (A-(H5N1) ارتفاعًا كبيرًا في عدد بؤر التفشي بين الطيور والحيوانات، كما انتشر في مناطق جديدة مثل القارة القطبية الجنوبية، وفي حال تحوّل الفيروس إلى جائحة، قد يكون خطره كبيرًا بسبب عدم وجود مناعة مسبقة لدى البشر.
وفي خطوة استباقية، أعلنت الحكومة البريطانية عن شراء أكثر من 5 ملايين جرعة من لقاح إنفلونزا الطيور استعدادًا لمواجهة أي تطور محتمل للفيروس، وقالت الدكتورة ميرا تشاند، رئيسة قسم العدوى المستجدة في وكالة الأمن الصحي البريطانية، إن الحصول المبكر على اللقاحات ينقذ الأرواح، فيما أضاف إيان براون من معهد بيربرايت أن اللقاح يمثل إجراءً احترازيًا هامًا رغم أن الفيروس لا يمتلك القدرة الحالية على إصابة البشر بكفاءة.