البحث
دراسة تكشف.. تلوث الهواء قد يقلل من خطر سرطان الجلد
  • تاريخ النشر: 10 فبراير 2025 | الساعة: 11:21 صباحًا
  • نشر في صحة
  • 4 مشاهدة

كشفت دراسة حديثة عن نتيجة مثيرة تشير إلى أن تلوث الهواء قد يكون له تأثير وقائي ضد أخطر أنواع سرطان الجلد، المعروف باسم “الميلانوما”، إلا أن الباحثين حذروا من التسرع في تفسير هذه النتائج، مؤكدين أن الآثار السلبية لتلوث الهواء على الصحة العامة تفوق أي فوائد محتملة.

 

الدراسة، التي أجريت في منطقة محددة من إيطاليا، أظهرت أن ارتفاع مستويات الجسيمات الدقيقة في الهواء (PM10 وPM2.5) قد يكون مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الجلد. وقد فسر العلماء ذلك بأن هذه الجسيمات الدقيقة قد تعمل على حجب جزء من الأشعة فوق البنفسجية (UV)، والتي تعد العامل البيئي الرئيسي المسبب للميلانوما.

 

ومع ذلك، أكد الباحثون أن هذه النتائج لا تعني أن تلوث الهواء مفيد للصحة. فقد أشاروا إلى أن الدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها إثبات علاقة سببية مباشرة بين تلوث الهواء وانخفاض خطر الإصابة بالسرطان، كما أن العينة التي تم استخدامها في الدراسة كانت محدودة مقارنة بدراسات أخرى.

 

تلوث الهواء ما زال يُعد أحد أكبر التهديدات للصحة العامة. إذ يمكن للجسيمات الدقيقة، وخاصة PM2.5، أن تخترق الرئتين وتصل إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة مثل أمراض الجهاز التنفسي، أمراض القلب، وتدهور الوظائف الإدراكية. كما أن الدراسات الأخيرة ربطت تلوث الهواء بتدهور الصحة العامة خلال الحمل، مما يهدد صحة الأمهات والمواليد على حد سواء.

 

ورغم التركيز على الميلانوما في هذه الدراسة، فإن تلوث الهواء ارتبط أيضاً بزيادة خطر الإصابة بمشاكل جلدية أخرى مثل الشيخوخة المبكرة، وفرط التصبغ، وتفاقم الأمراض الجلدية كالإكزيما والصدفية، وشدد الباحثون على أن تقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية بسبب تلوث الهواء لا يمكن أن يكون بديلاً آمنًا أو موصى به للحماية من الشمس. لا يزال استخدام واقي الشمس وارتداء الملابس الواقية وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس هي الأساليب الأكثر فعالية للحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.

 

ورغم أن هذه الدراسة قد تعطي منظورًا مثيرًا حول تأثير تلوث الهواء على خطر الإصابة بالميلانوما، فإن الباحثين أكدوا أن الفوائد المحتملة ستكون ضئيلة مقارنة بالمخاطر الصحية الكبيرة المرتبطة بتلوث الهواء.

 

وفي ختام الدراسة، دعا الباحثون إلى استمرار دعم السياسات التي تهدف إلى تقليل تلوث الهواء، مع التأكيد على أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من مخاطر كل من تلوث الهواء والأشعة فوق البنفسجية.

مشاركة