البحث
دراسة تكشف.. السجائر الإلكترونية قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب والسرطان
  • نشر في 2025/02/28 الساعة 9:55 ص
  • نشر في صحة
  • 122 مشاهدة
دراسة تكشف.. السجائر الإلكترونية قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب والسرطان

كشفت نتائج أولية لدراسة علمية بريطانية أن الاستخدام المنتظم للسجائر الإلكترونية قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الخرف وأمراض القلب وفشل الأعضاء، مما يثير تساؤلات حول مدى أمان هذه البدائل مقارنة بالسجائر التقليدية.

 

الدراسة، التي يجريها باحثون من جامعة مانشستر متروبوليتان، من المتوقع أن تكتمل في مارس/آذار المقبل، وقد نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تفاصيل أولية عنها. ورغم أن هيئة الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا تؤكد أن استنشاق بخار النيكوتين من السجائر الإلكترونية أقل ضررًا من التدخين التقليدي، فإن الأطباء يحذرون من أن هذه الأجهزة ليست بديلاً آمنًا بشكل كامل، حيث تحتوي على مواد كيميائية قد تؤدي إلى أضرار صحية على المدى البعيد.

 

آلية عمل السجائر الإلكترونية وتأثيرها على الصحة

 

تعمل السجائر الإلكترونية عن طريق تسخين سائل يحتوي على النيكوتين ليتحول إلى بخار يتم استنشاقه بدلاً من الدخان الناتج عن احتراق التبغ. ورغم أن هذه التقنية تهدف إلى تقليل تعرض المدخنين للقطران والمواد السامة الموجودة في التبغ المحترق، فإن الدراسات تشير إلى أن استنشاق هذا البخار قد يؤثر سلبًا على الأوعية الدموية، حيث يزيد من معدل ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى تضيق الشرايين وتلفها، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والخرف.

 

القلق من تأثيرات السجائر الإلكترونية على المدى البعيد

 

كما يعبر الخبراء عن قلقهم من ظهور مشاكل صحية جديدة، مثل أمراض الرئة ومشكلات الأسنان وحتى السرطان، خاصة بين الشباب الذين بدأوا في استخدام السجائر الإلكترونية في وقت مبكر من حياتهم. وتشير الدراسة التي أجريت في معهد الرياضة بجامعة مانشستر متروبوليتان إلى أن المدخنين ومستخدمي السجائر الإلكترونية يعانون من تلف في جدران الشرايين، مما يؤدي إلى انخفاض قدرتها على التمدد، وهو مؤشر قوي على احتمالية تطور أمراض القلب والأوعية الدموية.

 

دراسات إضافية تحذر من مخاطر السجائر الإلكترونية

 

وكشفت نتائج الدراسة أن تدفق الدم إلى الدماغ كان ضعيفًا لدى المشاركين، مما يعزز من احتمال الإصابة باضطرابات الإدراك مثل الخرف. وقال الدكتور ماكسيم بويدن، قائد الفريق البحثي وأخصائي إعادة التأهيل القلبي، إن الأبحاث تشير إلى أن الضرر الناتج عن السجائر الإلكترونية قد يكون مماثلاً أو حتى أشد من التدخين التقليدي. وأوضح أن الفرق يكمن في أن مستخدمي السجائر الإلكترونية يمكنهم استهلاك النيكوتين بشكل مستمر دون إدراك الكمية المستهلكة، مما يزيد من خطورة هذا الاستخدام.

 

السجائر الإلكترونية كأداة للإقلاع عن التدخين

 

وأشار بويدن إلى أن السجائر الإلكترونية قد تكون أداة مساعدة للإقلاع عن التدخين، ولكن استخدامها لفترة طويلة قد يؤدي إلى نفس التأثيرات السلبية، موضحًا ضرورة استخدامها لفترة قصيرة فقط وتحت إشراف طبي لتجنب المخاطر المحتملة.

 

إجراءات تنظيمية وقرارات حكومية

 

في ضوء هذه المخاوف، أصدرت منظمة الصحة العالمية في يوليو/تموز الماضي إرشادات جديدة أكدت فيها أن الأدلة حول تأثيرات السجائر الإلكترونية لا تزال غير واضحة، ولا يمكن التوصية بها كوسيلة آمنة للإقلاع عن التدخين نظرًا لنقص الدراسات طويلة الأمد. كما أعلنت الحكومة البريطانية مؤخرًا عن حظر السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد بدءًا من يونيو/حزيران المقبل في محاولة للحد من انتشارها بين الشباب.

 

ردود فعل صناعة السجائر الإلكترونية

 

وفي المقابل، دافعت جمعية صناعة السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة عن هذه المنتجات، حيث قالت المتحدثة العلمية باسم الجمعية، الدكتورة مارينا مورفي، إن “الملايين من الأشخاص يستخدمون السجائر الإلكترونية بأمان منذ سنوات، وتشير البيانات المتاحة إلى أن مخاطرها الصحية لا تتجاوز 5% من المخاطر المرتبطة بالسجائر التقليدية”.

 

أرقام وإحصاءات مثيرة للقلق

 

يُذكر أن السلطات الصحية في المملكة المتحدة تلقت أكثر من ألف حالة تتعلق بالأعراض الجانبية المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية، من بينها الصداع، الجلطات الدماغية، وأمراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى تسجيل خمس وفيات مؤكدة مرتبطة باستخدامها.

 

تشير هذه الدراسة إلى ضرورة مراقبة استخدام السجائر الإلكترونية بشكل أكبر وإجراء مزيد من الأبحاث حول تأثيراتها الصحية على المدى البعيد، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تأثيراتها السلبية على الصحة العامة.